كثيرا ما أمر على قصة أبي بكر الصديق رضي
الله عنه لما جاء بماله كله و وضعه بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم، فلما سأله
النبي صلى الله عليه و سلم ماذا تركت أهلك؟ قال تركت لهم الله و رسوله.
و نعم بالله، و اللهم صل على رسوله.
و لكن كيف لا يترك شيئا لنفسه و أهله، و
لا ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم؟
يجب أن يكون هناك سر وراء هذه القصة،
حاولت معرفته من خلال تفسير هذه الرواية عند العلماء، فلم أصل إلى شيء، لذلك فكرت
في شيء ربما يكون هو السبب أو على الأقل بعض السبب، و هو أن أبا بكر زيادة على
إيمانه القوي، كان تاجرا معروفا بصدقه و أمانته، و هاتان الصفتان كافيتان لأن
تكونا رأس مال محترم لأي إنسان في السوق، إذ يكفي كثير من التجار الميسورين أن
يتأكدوا من صدق من يتعاملون معه، حتى يصبح بإمكان هذا الرجل أن يذهب إلى السوق بلا
مال معه، فيجد من يعطيه السلعة و يمهله حتى يبيعها، بل و لا يطالبه بثمنها إذا رآه
في حاجة إليه حتى لا يخسره، لأنه يعلم ـ علم يقين ـ أنه سيحصل على ماله متى تيسرت
الأمور، فالرسول صلى الله عليه و سلم يعرف أن أبا بكر من كبار تجار قريش، و له
وزنه في السوق بالمال و بلا مال، و يستطيع أن يتدبر أمره بأسهل ما يكون.
و قبل ذلك و بعده أيضا، فقد كتبه الله قبل أن يخلق السماوات و الأرض أنه من أولي الفضل من الناس، كما في سورة النور الآية رقم 22
و قد يكون أوحى بذلك إلى نبيه الذي وصفه بأنه لا ينطق عن الهوى، و لا يتصرف إلا بالحكمة. إه
فإذا عُرف كل هذا فلا مكان للعجب.
و قبل ذلك و بعده أيضا، فقد كتبه الله قبل أن يخلق السماوات و الأرض أنه من أولي الفضل من الناس، كما في سورة النور الآية رقم 22
و قد يكون أوحى بذلك إلى نبيه الذي وصفه بأنه لا ينطق عن الهوى، و لا يتصرف إلا بالحكمة. إه
فإذا عُرف كل هذا فلا مكان للعجب.