الخميس، 19 سبتمبر 2013

إخواننا الإخوان


        مازال الكلام على أشده في قضية الإخوان في مصر، و لعل قضية مثل هذه لا يمكن أن ينزل مستوى اللغط فيها من أعلى مستوى، لأن الذي يجب مواجهته اليوم في أرض الكنانة هو المشروع الإسلامي، و قد قتل المحللون و النقاد و المفكرون و المختصون في السياسة و حتى عوام الناس موضوع الإنقلاب بحثا و تحليلا و نقدا حتى ما تركوا فيه عرقا ينبض و لا غامضا على ذي مسكة عقل يريد أن يعرف القضية.
أما الموضوع الذي ربما لم يأخذ ـ في رأيي ـ حظه الكافي من النقد هو:
كيف يُقدم الإخوان على هذه الخطوة الكبيرة جدا ـ حكم مصر ـ و رغم تجربتهم الطويلة في العمل تحت الضغط، ثم يخرجون مرة واحدة من الحكم بهذه الطريقة البدائية؟
لقد أعد الإخوان مشاريع كبيرة لنهضة مصربما لديهم من قيادات مخلصة و كفاءات عالية ضحت و مازالت تضحي بكل غال و نفيس من أجل تحقيق الحلم الكبير، لكن هذه المشاريع تبقى ناقصة إذا لم تكتمل عناصر تنفيذها، و لا يمكن أن يقبل بها المتربصون و قد وجدوا من أنفسهم القدرة على إفشالها، و حكم مصر مشروع كبير جدا تأتي بعده حسابات إقليمية ربما ـ تهاون ـ إخواننا الإخوان في الإحتياط لها كما ينبغي.
الشاهد هو أن السلمية وحدها لا تكفي مع الذين لا يؤلون في من يخالفهم إلاًّ و لا ذمة، تحتاج السلمية حتى تكون فعلا أقوى من الرصاص إلى حماية قبلية يخافها أو على الأول يحترمها المخالف، أما ما فعله الإخوان في ميدان رابعة، فهي سلمية حمقاء أتت على آخر فرصة لكي يحفظ الإخوان ـ على الأقل ـ هيكل الإنجاز الذي حققوه بالحفاظ على حياة الناس و حرية القيادات و من ثم العمل على تصحيح الأخطاء و إعادة ترتيب الأوراق تحت شعار السلمية التي عاش بها الإخوان قبل الحكم و التحضير للسلمية التي تتماشى مع الحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق