الاثنين، 27 مايو 2013

القارئ الجيد


الكتابة في المواضيع المختلفة متعة يعرفها كل من له ميل لهذه الهواية، و تزيد و تنقص هذه المتعة بحسب رواج و إقبال الناس على القراءة، و يحتاج الكاتب دائما إلى البحث و تصحيح المعلومات كلما أراد أن يكتب في موضوع ما، و خلال البحث يزيد معلومات جديدة إلى رصيده الثقافي، و عادة ما تفرض المواضيع نفسها على الكاتب فيقوم من فراشه لكتابة فكرة أو ينصرف جانبا و يخرج كناشا ليكب ما خطر في باله في تلك اللحظة لأنه يخاف أن ينساها إن لم يسجلها، و بهذه الطريقة كتب ابن الجوزي عليه رحمة الله كتابه الموسوم بصيد الخاطر، و يختلف التعبير عن الأفكار من شخص إلى آخر، فالكاتب المحترف لا يحمل هم القارئ الجيد لأنه موجود رهن إصداراته و يجد منه النقد و التقييم ما يزيد في تشجيع الكاتب للإجتهاد أكثر، لكن يبقى الكاتب مهما علا شأنه في حاجة إلى هذا القارئ.
حسب ما تطالعنا به مراكز الإحصائيات عن نسبة القراءة و تأليف الكتب و إنشاء المدونات و كل ما له صلة بهذا الميدان في العالم العربي فإن القارئ الجيد موجود، و يدل عليه أثره الذي يتركه سواء في المكتبات التي تستمد بقاءها من تفاعل هذا القارءئ معها بتردده عليها و حتى شراء الكتب منها، أو في العالم الإفتراضي الذي ألغى كثيرا من المسافات و سهل التواصل كما لم يخطر ببال إنسان، في هذا العالم الإفتراضي الذي أتاح للناس أن يكونوا قراء و كتاب في نفس الوقت، أخذ القارئ الجيد فرصته كاملة غير منقوصة، فلا شيء يمنعه من الوصول إلى ما يريد قراءته، إلا أن تفاعله مع ما يقرأ ـ خاصة في العالم الإفتراضي ـ تبقى عليه ملاحظات يجب الإشارة إليها من أهل الإختصاص و تداركها بالتوعية اللازمة حتى يستفيد الكتاب من التقييمات التي يقدمها هذا القارئ، ربما بالعمل على إنشاء تيار يهتم بنقد كل ما يمكن نقده لتوسيع الإهتمام بالكتابة و القراءة أكثر مما هي عليه.
          و إلى أن يمن الله على الكتاب بهذا القارئ المتفاعل الذي مازال إلى اليوم يقرأ و ينسحب في صمت و لا يعي ما أهمية تقييمه لما يقرأ سيبقى المبتدئون يكتبون لأنفسهم و النجاح مرهون بالصبر على المطالعة المكثفة و طول النفس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق