مازال
العلماء يكتشفون من خلال الدراسات حقائق قررها القرآن منذ 14 قرنا، ففي دراسة
فنلندية جاء خبرها على هذا الرابط http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=840678&SecID=89 مفادها أن سكن الناس قرب
الحانات يشجعهم على شرب الخمر.
يقول الله سبحانه و تعالى " يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ
وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ"
و
"اجتنبوه" هذه، لا يفسرها إلا
قوله صلى الله عليه و سلم: " أتاني جبريل فقال : يا
محمد إن الله لعن الخمر ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وشاربها، وحاملها ، والمحمولة إليه
، وبائعها ، ومبتاعها ، وساقيها ، ومسقيها" يعني إذا كانت الخمر في المشرق فاذهب
إلى المغرب.
و أحكام الإسلام بينها الله سبحانه و
تعالى في القرآن بمنتهى الإعجاز "لِمَنْ كَانَ لَهُ
قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" فمثلا حين يقول "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ..." إلى آخر الآية، فمع " حُرِّمَتْ " يجوز حمل الميتة و الإنتفاع
بجلدها و صوفها و قرونها و إطعام لحمها لمن كان له كلب حراسة مثلا، و كذلك كل
الأشياء المحرمة التي جاء ذكرها في هذه الآية يجوز فيها بعض الإنتفاع.
كذلك أموال الربا لا يجوز لصاحبها
استعمالها لكن حملها و استعمالها في أماكن حددها العلماء يجوز.
لكن
هناك محرمات استعمل الله سبحانه و تعالى صيغ أخرى مناسبة لدرجة خطورتها للنهي عنها
لأن النفس تحبها مثل صيغة "اجتنبوه" في الخمر و انظر إلى حديث اللعن لم يترك بابا من
أبواب التعامل مع الخمر إلا حرمه و ها هي الدراسة من أرباب الخمر و أهلها تزيد
الذين آمنوا إيمانا إلى إيمانهم على أن ما جاء به محمد صلى الله عليه و آله و سلم
حق لا ريب فيه.
و مثل ذلك في الزنى قال الله سبحانه و
تعالى في النهي عنه "لا تقربوا الزنى" و
هذه أيضا لا يفسرها إلا قوله صلى الله عليه و سلم: "كُتِبَ
عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَا ، الْعَيْنُ تَزْنِي وَزِنَاهَا
النَّظَرُ ، وَالْفَمُ يَزْنِي وَزِنَاهُ التَّقْبِيلُ ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ
وَزِنَاهُمَا اللَّمْسُ ، وَالرِّجْلُ تَزْنِي وَزِنَاهَا الْمَشْيُ ، وَيُصَدِّقُ
ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ
" و فهم بعض العلماء من هذه
الآية و الحديث أن مجرد التفكير في الزنى منهي عنه.
و كذلك في مال اليتيم يقول "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ" لأن
النفس تحب المال، فمجرد التفكير في استعمال مال اليتيم ممنوع لأن النفس الأمارة قد
تغلب صاحبها و يأكل مال اليتيم فيدخل في قوله سبحانه و تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى
ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"
و الأمثلة كثيرة.
و كل هذا من خطوات الشيطان
التي حذرنا الله سبحانه و تعالى من أتباعها حيث
قال: "وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ" و لم يقل و لا تتبعوا الشيطان لأنها خطوات يستدرج
الشيطان بها ضحاياه حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، و من خطوات الشيطان السكن بالقرب من
الحانات الذي أفادت به الدراسة فالإسلام منع وجود المخامر أصلا في بلاد المسلمين و
ليس السكن بالقرب منها فقط "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ
خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ".
كثيرا ما كنت أشمئز عندما
أسمع المسلمين يستشهدون بالقرآن على اكتشافات غيرهم .. و مازلت، لكن لذة الشعور
بالإنتصار و لو معنويا للإسلام و لرسول الإسلام جعلتني بلا شعور أربط ما جاء في
هذه الدراسة و ما جاء في القرآن، و كلي خوف من أن يمنعوا الخمر في بلدانهم أو أن
يضعوا قوانين صارمة تحد من تناوله مثلما فعلوا مع التدخين،و تبقى الدول المحسوبة
على الإسلام ظلما و زورا تنتظر نزول عيسى عليه السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق