نوبل هذا، عالم سويدي
اخترع الديناميت لأغراض سلمية لكن لسوء حظه أو لسوء حظ البشرية كلها أن اختراعه
استعمل لأغراض إرهابية حربية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لما رأى نوبل أن اختراعه
أخذ طريقا آخر غير الذي أراده له، و حتى يتدارك انحراف القصد من الإرهابيين أنشأ
جائزة قيمة لكل من يقدم للبشرية اختراعا أو اكتشافا، و مرة أخرى تُعطى هذه الجائزة
للذين استعملوا اختراعه لتدمير البشرية مثل هنري كسنجر و مناحم بيجنرغم تاريخهما الدموي...
لقد خان
القائمون على هذه الجائزة نوبل مرتين، مرة في حياته و مرة بعد مماته، و هذا الذي
حدث مع نوبل يكاد لا يظهر مع ما تمارسه فئة من البشرية تعبد المادة مع كل الإختراعات،
فالكهرباء مثلا طورت انفجار ديناميت نوبل مراحل بعيدة، كذلك الكمبيوتر و كل هذه
الأجهزة الذكية نسبة استعمالها لصالح البشرية يساوي أو أقل من نسبة استعمالها
للتدمير، و لقد طورت أمريكا الفلاحة عندها حتى أصبحت تنتج أضعاف ما تحتاج، و ترمي
بالفائض عن حاجتها إلى الحوت و لا تعطيه حتى لبني جلدتها من الدول الفقيرة، و
فرنسا لا تسمح بإنتاج الحليب أكثر من المطلوب... ترى هل تستطيع البشرية أن تفكر في إرساء قوانين تلزم من
عنده أن يعطي لمن ليس عنده.
لقد تكفل الإسلام
بإرساء هذه القوانين، و الشواهد منذ مجيء النبي صلى الله عليه و سلم مرورا
بالخلفاء الراشدين إلى الأمراء بعدهم مازالوا يضربون أروع الأمثلة في التكفل
بالناس على اختلاف دياناتهم، بل و الحيوانات، و ما قصة عمر بن العزيز ببعيد لما
أمر أن ينثر القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاعت الطير في بلاد المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق