من الطالبان إلى جبهة الإنقاذ عندنا ثم أخيرا و ليس آخرا حركة
أنصار الدين في شمال مالي يبدو جليا فشل المشروع الإسلامي لهذه الجماعات، و لا أجد
حرجا إذا نسبت ذلك إلى الجهل.
قد يقول البعض أنها قلة خبرة القائمين على هذه الحركات أقول بل
قلة العلم، لأن الحجة قائمة و لا ينكرها إلا جاحد، فالدولة الإسلامية في عهد النبي
صلى الله عليه و سلم لم تبدأ بقطع الأيدي و الأرجل و الرجم بل صلى النبي صلى الله
عليه و سلم بين أصنام الكعبة قبل الفتح و ما هدمها إلا لما تيقن أن لا أحد يستطيع
معارضته أو الإنكار عليه أو حتى التفكير في إعادتها، و كذلك أول حد في الإسلام كان
عام الفتح في المرأة التي سرقت، يعني بعد 21 سنة من نزول الحي، و لما استتب له
الأمر كله و دانت له الدنيا فلا أحد يجرؤ على رد أمره.
كل هذا مسجل في كتب التاريخ و
السير...
تُرى لماذا حفظ الله سبحانه و تعالى لنا هذا التاريخ إذا لم يكن
للرجوع إليه و تطبيقه بما يناسب العصر.
طالبان حكمت ست سنوات قطعت من الأيدي و الأرجل و رجمت و عزرت ما
لم تفعله الدولة الإسلامية في الثلاثة القرون الأولى المشهود لها بالخيرية، و كثير
منها مثبت بالصور في اليوتيوب، فكان يجب عليها أن تحتاط لما حدث من تكالب الأمم
عليها و أنها غير قادرة على مجابهتهم، فكان أن قتل الكثير من المسلمين تحت اسم
الإرهاب.
فانظر إلى العكس، تعاليم الإسلام عندهم و ليست عندنا...
كأننا لم يبق لنا إلا جثة النبي صلى الله عليه و سلم نحتفظ بها
للتبرك و الزيارة في مواسم الحج، فأمريكا لما دمرت أفغانستان و العراق لم ينكر
عليها إلا الذين لا صوت لهم يسمع، بل كان ذلك باسم نقل الحضارة.
و كذلك جبهة الإنقاذ، حدث
باسمها قطع الرؤوس و ترويع الآمنين و عاث من شاء في الأرض فسادا باسم الإسلام.
و هل أتاك حديث حركة أنصار الدين في مالي، فصباحا و مساءا
تطالعنا القنوات المغرضة بأخبار بتر الأطراف و انتهاك حقوق الإنسان، و فتحت هذه
الحركة المجال واسعا أمام كل من يريد أن يثبت للعالم أن الإسلام دين همجي متخلف و
لا يصلح للعصر الحديث بل و لا للعصر الذي بدأ منه.
أساءوا
للإسلام و للمسلمين من حيث أرادوا الإصلاح، و ما أساءوا إلا لأنفسهم و ما يشعرون،
لأن الإسلام دين الله "وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ"
و لا ينبغي لنا ألا نعرج على إخوان مصر الذين
أثبتوا حنكة منقطعة النظير في إدارة أزمتهم بالرغم من تكالب التيارات المناوئة لهم
و التي بالرغم من سيطرتها على الإعلام ـ هذا السلاح القوي جدا ـ إلا أن مناورات
الإخوان آتت أكلها إلى حد الآن، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحكم الإخوان
العالم كله و ليس مصر فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق