لماذا
يستطيع أي إنسان اليوم في الجزائر أن يقول ما يشاء و لا أحد يحاسبه ؟
قد
يظن البعض أنها من مكتسبات الديمقراطية
و
أين الديمقراطية في الجزائر ؟
يرى
البعض أن الجزائر أول بلد عربي يتبنى النظام الديمقراطي و يسمح بالتعددية الحزبية
و التداول على السلطة و هذا كله من قبيل ذر الرماد في العيون، و طبعا لما ترضى
فرنسا و أمريكا و كل الدول التي لها شركات التنقيب في صحرائنا فإن الديمقراطية
عندنا على أحسن ما يرام، و الذي يتابع الإحصائيات العالمية يطمئن على نفسه و
أولاده بل و أحفاده، فالبلاد في أيد أمينة و البطالة في تناقص و هؤلاء الذين
يحرقون أنفسهم بالبنزين الجزائري من كوكب آخر، و الاقتصاد أيضا على أحسن ما يرام
فبلدنا و الحمد لله يعتمد 100/100 على عائدات هذا السائل الأسود الذي لا نعرف عنه
و منه إلا استعماله حتى اسمه لاتيني: petrol كلمة لاتينية و ليست عربية، و بالرغم من كل الملايير التي تطالعنا
الأخبار باختلاسها من قصة الـ26 التي سكتت و الله أعلم كيف انتهت إلى بنك الخليفة
الذي حول من الأموال إلى الخارج ما يكفي لبناء دولة أخرى و مؤخرا فضائح سوناطراك...،
هذه المحطات الطبولية التي ضاعت فيها من الأموال ما يكفي لبناء افريقيا كقارة عظمى
و ليس الجزائر، مع ذلك نسمع عن طفرة مالية غير مسبوقة في خزينة الدولة من عائدات
النفط، و صندوق النقد الدولي يبشرنا بأن الاقتصاد الجزائري مستقر من دون اقتصادات
العالم ... و كل شيء على ما يرام
لا
حول و لا قوة إلا بالله
قد
يتعب التناقض عند غيرنا لكن عندنا يرتاح
و
تستطيع اليوم أن تقول ما تشاء و تنتقد من تشاء و لا أحد يحاسبك، ليس حريةً للرأي و
لكنهم لما رأووا أن تكميم الأفواه قد يؤدي إلى انفجار ما يسمى بالربيع العربي
فتحوا المجال واسعا للنقد بكل أنواعه كوسيلة لاستفراغ ما في صدور الناس من ضغط فلا
انفجار، المهم أنهم نجحوا في إطالة عمر هذا النظام الذي يجب (في عقيدتهم) أن يستمر
بأي طريقة بل بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن هو الشعب الجزائري كله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق