أمور
كثيرة تمارسها الأنظمة العربية يقف العقل البشري أمامها عاجزا عن استيعاب ما يدور
حوله، من هذه الممارسات ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ أن تغلق الجزائر مع المغرب
الحدود البرية و تقطع معها العلاقات الدبلوماسية في الوقت الذي تفتح كل منهما أطيب
العلاقات مع العدو الذي مازالت آثاره لم تمح لا من الذاكرة و لا من الأرض، بل
مازال من قتل و نكل و شرد إلى اليوم في فرنسا يحتفل بما فعل على مرأى و مسمع و
بأموال و مشاركة هؤلاء الذين أشربوا في قلوبهم حب العبودية لمن تفنن في إذلالهم
ومازال و سيبقى ما بقوا ـ إن بقوا ـ أقول هذا لأن الربيع العربي ليس بالضرورة أن
تسيل فيه دماء مثلما حدث عند جيراننا و في كثير من دول العالم ولكن قد تفرض الظروف
نفسها ويجد هؤلاء الفاشلون أنفسهم في جو مثل الخفافيش إذا فاجأها النور فإنها تُهرع
إلى الاختباء، كذلك الربيع إذا حل بأرض قوم فإنه لابد أن تمتد أزهاره إلى كل من
أراد أن يستنشق هواء الحرية.
عامل
آخر و هو أن هذه الأنظمة الشبه إستعمارية تعمل ضد نفسها من حيث لا تدري، مثل فرعون
لما ربى موسى فى بيته، لأنها لما توفر لشعوبها ـ مضطرة ـ وسائل العلم فهي لا تعرف
ما معنى أن تصبح الشعوب مثقفة و واعية ـ فاقد الشيء لا يعطيه ـ لأن الناس إذا فهمت
من عدوها و من صديقها و رأت أنها تمشي بسرعة السلحفاة بل أقل في الوقت الذي غيرها
يمشي بسرعة الضوء بل أكثر حينئذ فقط يأتيك بالأخبار من لم تزود.
مسألة
أخرى غير مقبولة هي لماذا تنفق الدولة الأموال الطائلة على كرة القدم و يتقاضى اللاعبون
و المدربون ـ و جلهم أجانب ـ أجور خيالية، و كذلك وزارة الرقص تنفق من الأموال في
اللهو و المجون الأضعاف المضاعفة، فإذا تعلق الأمر ببناء المساجد أو توفير الظروف
المناسبة لطلبة العلم أو فتح معاهد للأبحاث العلمية حينئذ فقط تظهر الحسابات
الدقيقة للميزانية ويتبخر ذلك الكرم الحاتمي الذي تنطبق عليه مائة بالمائة مقولة
من لا يملك يعطي لمن لا يستحق.
مسألة
أخرى غير مقبولة هي لماذا مؤسسة سوناطراك ـ و هي الجزائر و الجزائر هي سوناطراك ـ يسيرها رجل يحمل جنسية أمريكية و الله أعلم إذا
كان يصلي أو لا؟ على الأقل يكون فيه خوف الله من أكل أموال اليتامى ـ الذين هم نحن
ـ أنا لا ألوم من يسرق في الجزائر لأن المال كثير و لا أحد يمنع أحد من أخذ ما
يحتاج و أكثر و يسمحون له بالهروب إلى الخارج ثم بعد ذلك يفتحون له قضية و يحكمون
عليه غيابيا فإذا مرت فترة من الزمن سقطت القضية بالتقادم.
مسائل
كثيرة جدا غير مقبولة يمارسها هذا النظام الأبتر في هذا الزمن الأغبر في هذا البلد
الأطهر على هذا الشعب الأحمر لو عرضت بعض هذه الممارسات على كثير من الحيوانات
الإجتماعية لرفضتها و لكن ماعليهش إن غدا لناظره لقريب و كل عطلة فيها خير إن شاء
الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق