الجمعة، 1 مارس 2013

رحمة للعالمين


قال الله سبحانه و تعالى: "و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
بعث الله سبحانه و تعالى نبي آخر الزمان صلى الله عليه و سلم في شبه الجزيرة العربية و كلفه بإبلاغ رسالة الإسلام للناس في جهات الأرض الأربع "لأنذركم به و من بلغ".
        الذي أريد الإشارة إليه في هذه المشاركة هو أن في الإسلام أمور كثيرة لا تختلف باختلاف المكان و لا الزمان و يطلق عليها مصطلح المعلومة من الدين بالضرورة، مثل وجوب الصلوات الخمس و الزكاة و الصيام و الحج و تحريم الخمر و الربا و الزنا، أو كذلك المباح الذي علمت إباحته بالضرورة، مثل لحم بهيمة الأنعام المذكاة وما أشبه ذلك وما ثبت حكمه بالضرورة من دين الإسلام حلاً أو حرمة وهو مستمر في كل مكان و زمان إلى أن تقوم الساعة، ليس لأحد أن يقول الظهر مثلا هنا أربع ركعات و في الهند ثلاث أو خمس.
       لكن هناك أمور أخرى كان يفعلها النبي صلى الله عليه و سلم أو كانت في بيئته و زمانه تختلف من منطقة إلى أخرى و من زمان إلى آخر و الملابس من الأمور التي كثيرا ما يُثار حولها النقاش بين المسلمين.
المعلوم من الدين بالضرورة في الملابس هو ستر العورة في كل مكان و زمان، لكن غير هذا، الله سبحانه و تعالى لما خلق الأرض ميز بعض المناطق فيها عن بعض، فلا يستطيع سكان القطب المتجمد الشمالي أن يلبسوا مثل سكان شبه الجزيرة العربية، و كلما ابتعدنا إلى خط الاستواء فإنه كلما زادت الحرارة فإن الثياب تتغير من خشنة إلى رقيقة و من مسبلة إلى ما تحت الكعبين إلى قصيرة إلى ما فوق نصف الساق، و لم يفت هذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى في زمانه و مكانه، و ذلك لما كان إحدى شقي ثوب أبي بكر يسترخي وكان يتعاهده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لست ممن يفعله خيلاء" و هذا ـ و الله أعلم ـ خطاب لأبي بكر و من خلاله إلى الأمة إلا إذا كان هناك دليل يخص هذا الخطاب بأبي بكر و يحتاج غيره إلى من هو في مستوى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليزكه، و لأنه لا و لن يوجد فيبقى هذا الخطاب خاص و لا حظ للمسلمين فيه، و هذا من تضييق الواسع. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق