الأحد، 27 أكتوبر 2013

التحرش بالنساء (2)


إذا كان لابد أن يتحمل أحد الجنسين مسؤولية التحرش فهم النساء، بدليل أن الله سبحانه قال: "الزانية و الزاني..." سورة النور 2، فبدأ بالزانية لأنها لولا رضاها لما وقعت عملية الزنى، فهذا الزنى و هو أكبر من التحرش حملها الله مسؤوليته، فمن باب أولى أن تكون هي سبب في التحرش بها، هذا لا يخلي مسؤولية الرجل، لأن "الرجال قوامون على النساء"سورة النساء 34، لكن "كلكم آتيه يوم القيامة فردا" سورة مريم 95، فمسؤوليته لا تكون لها حجة أمام الله إلا إذا فرط.
و إتماما للفائدة، فإن العلماء لما حملوا المرأة مسؤولية الزنى بدليل آية "الزانية" فإنهم في المقابل قالوا أن الله سبحانه و تعالى لما قال: "السارق و السارقة..." سورة المائدة 38، بدأ بالسارق لأن الذكر أجرأ على اقتحام البيوت في الليل للسرقة خاصة إذا كان وراءه عيال أو ديون فإن الحافز يكون مضاعف.
قد يقول قائل: هذه المتبرجة يُتحرش بها لأنها لم تستر نفسها، فما بال المتحجبة لم تسلم من التحرش؟
الجواب: "و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" سورة الأنفال 25 و بما أنه إذا جاء البلاء عم، فالتحرش اليوم أصبح ظاهرة، بمعنى فتنة لا تسلم منه إلا من رضي الله عنها، لأن الأصل في المرأة هو الاستقرار في البيت "و قرن في بيوتكن" الأحزاب 33، و لا تخرج إلا للضرورة الملحة، و هذا مندوب حتى في حق الرجال، فقد نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الجلوس في الطرقات، و قال عن الأسواق أنها "أبغض البقاع إلى الله"، حتى قال من ألم بمقاصد الشريعة من كبار العلماء:" كَانَ الْمُؤْمِنُ لا يُرَى إِلا فِي ثَلاثِ مَوَاطِنَ : فِي مَسْجِدٍ يَعْمُرُهُ ، أَوْ بَيْتٍ يَسْتُرُهُ ، أَوْ حَاجَةٍ لا بَأْسَ بِهَا " . إذا كان هذا في حق الرجال فمن باب أولى أن تلتزم النساء حتى لا تكون فتنة في الأرض و فساد كبير.

السبت، 26 أكتوبر 2013

تمديد النهاية


        يريد الحزب الحاكم تمديد نهايته و تأجيل التغيير إلى أجل آخر، و لسان حاله يقول لمن يفهم و لمن لا يفهم: لا يمكن أن نتركها لكم ما دمنا قادرين و لو على الحد الأدنى من مفهوم الدولة، و لا يريد هذا الحزب الحاكم ـ بالبترول فقط لأنه ليس هناك مشاريع ـ لا يريد أن يعترف بفشله في بناء دولة، و سبب فشله أن حكمة الله في خلقه اقتضت أن يكون لكل جيل عصر، فإذا اعتدى جيل على عصر غير عصره1 فإن ذلك العصر يرفضه و لا يتماشى معه، و يكون بذلك كالتائه الذي لا يعرف إلى أين يريد أن يذهب، فيكتفي بالحد الأدنى أو أقل من كل شيء، و لا يتحرك إلا إذا تحركت حوله الأحداث، فينفق و هو لا يملك، من البترول الذي يعرف أنه لا ينفد في حياته ـ و بعده الطوفان ـ، على الشعب الذي لا ينتج، ويعد هذا الحزب التائه في عصر غير عصره حل المشاكل بهذه الطريقة إنجاز.
        حزب جبهة (التحرير) يجب إما أن يتجدد أو يتبدد2
        لقد اختار الحزب أن يتعدد شكليا، أحزاب كثيرة حين تعدها، لكن لا وزن لهم إلا لإضفاء الشرعية على دولة ديمقراطية زورا، مهمتها الأولى و الأخيرة هي بيع البترول و مشتقاته و اكتناز الأموال في البنوك العالمية، و استيراد كل شيء من الخارج إلا الكلأ و الماء و الهواء فإننا نستوي فيها مع جميع مخلوقات الله، و هي متوفرة جدا و الحمد لله.
        و إذا كان الشعب بسكوته وافق أن يقوده هذا الحزب التائه و يفرض عليه رئيسا ليس كالرؤساء، لا في سنه، لأنه عجوز مقعد و ثلثي الشعب شباب، و لا في برامجه التي لم نر منها إلا الأمن الذي يذبحوننا به كلما شكونا التخلف، و لا حتى في لغته لأننا عرب و هو يكلمنا في الداخل و يمثلنا في الخارج ـ هو و بطانته ـ بلغة أخرى غير لغتنا التي لن تقوم لنا قائمة إلا بها، إذا كان الشعب سكت، فإن سنة التغيير ماضية بنا أو بغيرنا، و سيذكر التاريخ أن عجلة الحياة توقفت في عصرنا بل تراجعت إلى دركة من التخلف لا يمكن لشعب فيه روح أن يرضى بها.





1 ـ يقول المثل الشعبي: "اللي فات وقتو ما يطمع في وقت الناس"
2 ـ ''أيها الحزب الوحيد·· أيها الحزب العتيد·· تعدد أو تجدد أو تبدد''· في قصيدة لعمر أزراج

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

التحرش بالنساء (1)


        التحرش بالنساء إذا استعملنا معه العقل فقط فهو ـ أي التحرش ـ مشكلة عويصة و لا يمكن أبدا الوصول إلى أي نتيجة،  أما إذا رجعنا إلى من خلق الرجال و النساء، فلقد أرسل إلينا رسولا ليبين لنا في هذه المسألة ـ  و غيرها  ـ  بيانا شافيا أن: "ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء"  و قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ" يعني النساء، و الآثار في هذا الباب كثيرة "لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" سورة ق 37
        و بما أننا في موضوع التحرش، فقد جعل الإسلام لكل جنس حرية محدودة تنتهي عندما تبدأ حرية الجنس الآخر، و أي تعدي على تلك الحدود من هذا الجنس أو ذاك، فإنه بالضرورة يؤدي إلى اختلال في التعامل العادل بين الجنسين، فإن كانت هناك شريعة فهي مسألة تحتاج فقط إلى تحكيم النصوص، أما إذا لم تكن هناك شريعة فهي مشكلة و ليست مسألة، و الفرق بين المسألة و المشكلة واضح جدا من خلال هذا الطرح.
        هؤلاء الذين يريدونها مشكلة، و لم يسبق لأحد قبلهم أن جعل لها حلا، و ينظمون لها الجمعيات و حتى الدوريات من المتطوعين و المتطوعات لمنع التحرش، مثلهم كمثل الذي يحمل لحما و لا يريد أن تطارده الكلاب الجائعة جدا، كأنهم يقولون لهم مسموح لكم بالنظر فقط و ليس اللمس، و يصر المتحرشون على اللمس و حتى الأكل من اللحم الذي لا تريد النساء ستره تحت مسمى الحقوق و الحريات، و سيكون لهم ذلك، كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما نستهجنه اليوم سيكون مقبولا في زمان سيأتي" خاصة في ظل الأرقام المخيفة للعنوسة، و غلبة الثقافة الغربية التي تتفن في المطالبة بحرية المرأة فقط للوصول إلى جسدها و استعماله في كل ما يسيء إلى كرامتها.
        لما خلق الله سبحانه و تعالى الخلق، جعل حب المرأة في أعمق أعماق الرجل، و لا يمكن له أن يقاوم فتنتها إلا إذا رضي الله عنه، و جعل لهذا الحب الفطري ضوابط حتى يكون في مستوى الأمانة التي حمّلها الله للإنسان ـ للجنسين ـ من أجل عمارة هذا الكون فما رعاها حق رعايتها "إنه كان ظلوما جهولا" سورة الأحزاب 72

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

نكتة المعلم الغبي


        كتب الجاحظ في القرن الثاني كتابا في نوادر المعلمين، و كذلك ابن الجوزي في القرن الرابع، خصص لهم في كتابه اخبار الحمقى و المغفلين بابا يحكي فيه طرائفهم و ما وصل إليه غباؤهم من كثرة معاملتهم للأطفال، و لأنهم ليسوا أطفال فيعذرون، و إن كان الغباء منقصة حتى في حق الأطفال، وكذلك لم يسطيعوا أن يساير عقلهم سنهم، فمازالوا إلى يومنا هذا يصدقون من كتب فيهم ما كتب.
        و حتى لا أطيل أكثر من ذلك، سألني معلم قال لي: ماذا لو أكل رجل شيئا مالحا جدا دون أن يقول باسم الله، فإذا أراد أن يشرب الماء قالها، فهو بذلك يتقرب إلى الله بتعذيب الشيطان..!؟!
        مثل هذه النكتة تماما رواها ابن الجوزي في القرن الرابع في كتابه اخبار الحمقى و المغفلين، و هذا الكتاب عندي، فأرسلته له لعله إذا مر بالنكتة فسيعلم أنه ليس أول من فكر هكذا، و تكون له جوابا من ابن الجوزي عليه رحمة الله و ليس مني.
أرجو ألا يدخل هذا المعلم إلى مدونتي، فإذا قرأ هذه النكتة فإنه حتما سيعاديني، وآخر دعوانا أن الحمد لله الذي عفانا مما ابتلى به كثيرا من الناس.

الخميس، 17 أكتوبر 2013

نكتة الزوج الذي يخاف زوجته


لاحظت في خلال ممارستي للتجارة أن بعض الأزواج يعرف أن زوجته تحب الأشياء الغالية، فيشتري أشياء رخيصة فإذا ذهب إلى البيت يضاعف الثمن لكي لا تضربه بها على وجهه كما يدعون، و على العكس، آخرون يشترون أشياء غالية و لا يصرحون إلا بنصف الثمن حتى ينجو من المساءلة، و من ذلك أن رجلا كان ينتظر زوجته في محطة الحافلات، و قبل وصولها بقليل دفع ثمن سيارة الأجرة لكي يأخذ زوجته و أولاده فيها، فلما وصلت و اتجه بها نحو السيارة، سمع سائق السيارة الزوجة و هي توبخ زوجها لأن المسافة بين المحطة و البيت لا تتطلب اكتراء سيارة، فأجابها الزوج أن صاحب السيارة صديقه و سيوصلهم من غير أجرة.
فلو كان النساء كمثل هــــــذي            لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لإسم الشمس عيب            و لا التذكير فخر للهـــــلال1



1  ـ البيتان للمتنبي

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

ماذا بقي من العيد؟


        ماذا بقي من العيد...؟ لولا أنه عبادة يتبادل المسلمون فيه التهاني و الزيارات بعد ذبح الأضاحي تقربا إلى الله سبحانه و تعالى، لقد أصبح العيد مجرد من كل معاني الفرح و السرور، فالقلوب مشتتة بين الشام و العراق إلى بورما إلى ما علمنا و ما لم نعلم من أخبار المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض و مغاربها فـ:
قد استرد السبايا كل منهـــــزم            لم يبق في أسرهم الا سبايانا
وما رأيت سياط الظلم داميــة     إلا رأيت عليها لحم أسرانا
ولا نموت على حد الظبا أُنفاً      حتى لقد خجلت منٌا منايانا1
و بالرغم من كل هذا، تأبى الطبيعة البشرية إلا أن تجد مكانا في هذه الدوامة لتمارس فيه بعض ما فطرها الله عليه من الغرائز، حتى تحت الضروف الغير مناسبة، فقد يكون في الجسم الواحد عضو أو أعضاء مريضة أو حتى ميتة، مع ذلك.. تستمر الحياة بالنسبة للأعضاء التي مازالت سليمة، المهم أن تحمل الأعضاء السليمة هم باقي الأعضاء، و أن تسعى دائما للبحث عن الدواء الذي يحتاجه كل الجسم و السلاح الذي يحتاجه الجيش ـ و كلنا جيش،... كل في موقعه ـ للدفاع عن كرامتنا المنتهكة من بني جلدتنا و من المحسوبين على ملتنا قبل أعدائنا الظاهرين، و لا يكون ذلك إلا بتقديم العلم و العلماء على كل ما سواهم، و بذل الأموال و الجهد لهم و في سبيلهم، أما غير ذلك، فالطريق مسدود، و يبقى الحال على ما هو عليه إلى إشعار آخر، و يبقى العيد يعود علينا كل عام فنقول له:
عيد بأي حال عدت يا عيد                بما مضى أم بأمر فيك تجديد2





1 ـ هذه الأبيات لبدوي الجبل
2  ـ المتنبي

الأحد، 13 أكتوبر 2013

تعليق على بلنسية و أحزاني

        قصيدة جميلة لمدونة مغربية قرأتها في خلال تصفحي لبعض المدونات المميزة، تقول صاحبتها في جزء منها:
أيا أندلس عذرا جئتك باكيةً
وأنت مذبوحةٌ..
لا جيادٌ ولا سيوفٌ ولا وترُ..
وجعك عند أسوار المدينة يجره وجع
يفيض معينك ولا في العلياء مطر ولا سحبُ
اغتسلي بدمعي حين ينشق في الصدر قمر

و هذا نص التعليق
محسن دهنجي يقول...
مسافة الحنين بين القدس و الأندلس تسمح للقصيدة بالبكاء على إحداهما دون الإحساس بالفرق، لأن كلاهما ضاع، و جرحهما واسع، فلا يكفي دمعك يا آمال لغسل ما تراكم على القضية و لو بكيت بدل الدمع دما... و لكن ما أجمل أن يحمل الشعر قضية.



السبت، 12 أكتوبر 2013

ليس للعرب ما يخسرونه


ليس للدول العربية اليوم ما تخسره أمام تجبر أمريكا و تسلط أوربا، فلا عزة للشعوب المغلوبة على أمرها، و لا كرامة للحكام الذين يتداولون على نهب الثروات و تقديمها غنيمة باردة لمن كانوا بالأمس القريب يأخذونها بالإستعمار و السلاح ـ على الأقل كانوا يتعبون ـ فأصبحت اليوم تاتيهم في ديارهم و أصحابها صاغرون.
أو بأسلوب آخر، كانت الشعوب لها عدو يتفق الجميع على حربه، أما الحالة التي يمر بها العرب اليوم فلا أظن أن ابن خلدون يستطيع أن يدرجها تحت أي باب من أبواب مقدمته، فلا تنطبق عليها القواعد التي يقوم عليها علم الإجتماع، بل يجب على العلماء تطوير هذا العلم حتى يتماشى مع تخلف العرب.
لأنها فتنة ساوت بين فريقين.
ليس من حيث الكم و لكن من حيث النوع.
فالذين يرون أن التقدم و الإزدهار يكمن في تقليد الشرق و الغرب و الإبتعاد عن ما بقي من ثوابت الأمة، بالرغم من أنهم قلة، لكن قوتهم تكمن في تمكنهم من أسباب القوة و التفوق حتى كأن الفريق الآخر من الفتنة قطيع لا يملك من أمر نفسه إلا الشجب و التنديد في أحسن أحواله.
هذه الفئة القليلة بعددها و الكثيرة بوسائلها ومن ورائها العالم، تعمل اليوم على ترسيخ مبادئها في مراحل حياة الناس من الإبتدائي، و هكذا يفعل كل من غلب على أمر الناس، و هذه هي سنة الحياة، و لقد نجحت إلى حد بعيد، و اصبحت لها قاعدة شعبية تقول بقولها فلا تكذب، و كل من يخالفها متطرف متعصب متشدد و متخلف.
ليس للفريقين اليوم ما يخسرونه لأنهم لا يستطيعون التنازل عن أكثر من ذلك و لو أرادوا، فكل أمورهم اليوم في الحضيض الذي ليس بعده شيء، أما الفئة التي مازالت متمسكة بما تيسر من الثوابت، يستحيل أن تنجح معها عملية المسخ التي طالت الأغلبية الساحقة جدا من المحسوبين على العرب، و من هذه الفئة و بها تكون عملية النهوض التي بدأت ملامحها تتبلور منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي الذي لم يزهر بعد، تماما مثل عجب الذنب الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه يركب منه الإنسان يوم القيامة، فهذه الفئة ستركب منها الحضارة بعد حين.

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

جائزة مالك بن نبي


انطلقت منذ أيام جائزة مالك بن نبي للمدونات الجزائرية تحت رعاية النادي الجزائري للتدوين، و قد سجلت مدونتي في هذه المسابقة لسببين:
السبب الأول هو أن الجائزة تتمثل في ما يتمناه كل مدون يكتب على المدونات المجانية، و هو الكتابة على مدونة مدفوعة لأن فيها من المزايا ما يتيح للمدون التعرف أكثر على آفاق جديدة من المؤكد أنها ستساعده على الإبداع.
أما السبب الثاني، و هو عندي أهم بكثير من السبب الأول، و هو أن لجنة التحكيم، كما قرأت في العددين السابقين للمسابقة، كلهم من الأقلام الثقيلة في عالم الكتابة، و لو لم أحظ في هذه المسابقة إلا بشرف زيارة مثل هؤلاء المتخصصين لمدونتي المتواضعة من أجل تقييمها، لكفى بها جائزة، و على الجوائز المادية بعد ذلك أتت أو لم تأت مني السلام.
و في انتظار معرفة المدونة التي ستفوز بالجائزة، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق اللجنة لاختيار أحسن مدونة يكون لصاحبها شرف كتابة اسمه داخل ذلك الشعار البني الذي يحمل اسم جائزة مالك بن نبي.