الجمعة، 31 أغسطس 2012

قيمة المسلم في العالم اليوم



عندما نريد أن نضع أنفسنا في ميزان البشر و ننظر ما وزن المسلم أو ما قيمته في العالم اليوم، فالمتبادر إلى الذهن أولا و بلا خلاف أن نقارن أنفسنا بغير المسلمين، و إذا فعلنا ذلك لا نستطيع أن نعرف قيمة المقارنة إلا إذا عرضنا النتائج على التاريخ، لأن التاريخ لا يجامل و لا يرحم أحد لأنه ذاكرة صدق، فمن خلّده فلأنه كان يجب أن يُخلد، و من لفظته الذاكرة فكأنه يوما لم يكن، و حتى مزبلة التاريخ لها قيمة و هي دركة في سلم ترتيب الزبل

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

استقبال القبلة


   من شروط صحة الصلاة استقبال القبلة قال الله تعالى:  "وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ"
و كان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أول ما قدم المدينة يصلي إلى بيت المقدس، و يجعل الكعبة خلف ظهره و كان يشق عليه ذلك فجعل يقلب وجهه في السماء عسى الله سبحانه و تعالى أن يجعل له من ذلك مخرجا، و لم يلبث أن جاءه جبريل ـ عليه السلام ـ بالوحي يأمره أن يولي وجهه شطر المسجد الحرام، قال الله تعالى: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"
و كلمة شطر تعني الجهة أو الناحية كما في المحيط في اللغة لابن عباد شَطْرُ كُلَّ شَيْءٍ: نِصْفُه. و أمرنا نحن أيضا بما أمر به نبينا فقال: "وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ"
ثم جاءت الهجرة و معهم النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول لهم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"
ثم في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ لما أراد توسعة المسجد النبوي، نادى الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ليشهدوا وضع قبلتهم، فقال رجل ذ الله عليه و سلم ـ يوما و هو جالس في مصلاه يقول: لو زدنا في مسجدنا و أشار بيده نحو القبلة، فأخذ عمرـ رضي الله عنه ـ رجلا و أجلسه في المصلى ثم رفع يده باتجاه القبلة و جعل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يخفضون يد هذا الرجل و يرفعونها حتى تيقنوا أنها استقامت على نحو ما أشار إليه رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ثم مدوا حبلا فوضعوا طرفه في يد الرجل ثم مدوه فلم يزالوا يقدمونه و يؤخرونه حتى رأوا أنه صار نحو إشارة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ، و هكذا وضع عمر ـ رضي الله عنه ـ قبلة المسجد بهذا التحري الدقيق و الحرص الشديد الذي لا يمكن حصوله بعد موت الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ الذين حضروا وضع النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لقبلة مسجده، و شاهدوا إشارته بيده إلى جهة القبلة في الزيادة المؤملة.
هذا أراد توسعة المسجد فقط و كل هذا التحري... !!!
المسجد موجود و موجه إلى القبلة  من عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
إذا لماذا كل هذا التحري من عمر رضي الله عنه!!!؟، و أكثر من ذلك معه جمع من الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين و لم ينكر عليه أحد أو اتهمه بالغلو أو التعصب، أو ربما كان أجدر بهم أو بأحدهم أن يقول مثلا: ما كلفنا الله كل هذا التحري و إنما المطلوب منا فقط أن نتوجه شطر المسجد الحرام كما في الآية، و لو قالوا ذلك لكان لهم عذر معتبر، فلا بوصلة ولا جوجل أرض و لا الموقع المتخصص في تحديد القبلة على الشبكة الذي عنوانه http://www.qiblalocator.com/
ألا يعرفون ـ رضي الله عنهم ـ معنى الشطر ... ؟
لقد كان في وسعهم أن يولوا وجوههم شطر المسجد الحرام و انتهى ... مثلما يتبجح به هؤلاء البناة الجدد للمساجد الذين يحافظون على موازاة المساجد للأرصفة و العمران على حساب الدين و يحتجون بأن الشطر معناه النصف فلا حرج في أن ينحرف المسجد قليلا عن القبلة، أم أن عمر يريد أن يُحرجنا بهذا التحري الشديد للقبلة و هو من أعلم الناس بكتاب الله إذ يقول في محكم تنزيله: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" وليس هناك مكان للحرج البتة مع ما في عصرنا من وسائل يمكن للصغير أن يستعملها فضلا عن الكبير؟ وما انتفعنا بها .. بل رفضناها أو رفضها هذا الجيل الذي تمكن من التحكم في حياة الناس، فلا هم قاموا بما يجب عليهم من المسؤولية الكبيرة التي تجرؤوا على تحملها، و لا هم تركوا الفرصة لغيرهم احتراما لـ: "تلك الأيام نداولها بين الناس" فكان أن "ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السبيل"
فإن لم ننكر عليهم فنحن و إياهم في الإثم سواء، لأن هذا منكر يجب تغييره، ثم ـ قبل ذلك أو بعده لا أدري ـ هذه تعتبر صدقة جارية لهم، و هذا المسجد ـ مسجد النور الذي في وسط بلدية عريب ـ قد يبقى إلى قرون و يموت هؤلاء المسؤولين عن بناءه وتبقى الأجيال تصلي على مسؤوليتهم منحرفة عن القبلة.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ  "من دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً" فطوبى لمن مات و ماتت ذنوبه معه.
و حتى يكون الأمر أوضح أدرجت هاتين الصورتين لتوضيح مدى الإنحراف.       

هذه الصورة توضح عن قرب مدى انحراف مسجد النور عن القبلة.

ثم إذا ابتعدنا عن طريق البرنامج لنرى عن بعد المسافة التي تفصلنا عن الكعبة





يعني بتقديري أنا و ليس رقم رسمي حوالي 1300 كلم بعيد عن الكعبة، بحسابات نفس البرنامج، أو بتعبير آخر، هذا المسجد لا يتجه ليس فقط إلى الكعبة بل ولا شبه الجزيرة العربية كلها و كذلك لا إلى القرن الإفريقي حيث الصومال، بل إلى المحيط الهندي تقريبا إلى جنوب إفريقيا
و نفس الشيء ينطبق على مسجد السوق الأسبوعي، يعني نفس الإنحراف.
و عند ذكر مسجد السوق الأسبوعي عندي ملاحظتين أود ذكرهما باختصار.
الأولى: هي مسألة المسجد العتيق في عريب، بعد غلق الزاوية التي كنا نصلي فيها ـ حيث الضريح ـ أصبح المسجد العتيق اليوم هو مسجد القرية، و العتاقة لا تنتقل مع الأشخاص إلا إذا كان هذا يحدث في عريب لأن لا أحد ينكر عليهم أولا و ثانيا حاجة في نفس هؤلاء، يعني مآرب أخرى و لا أريد تفصيل أكثر من ذلك.
و ثانيا: في هذا المسجد فقه جديد لهم فيه السبق، حيث أن الإمام يعرف أن المسجد منحرف عن القبلة ـ و الكل يعرفون ـ وحتى يتدارك الإمام هذا الإنحراف، فهو فقط الذي يتجه إلى القبلة و أما المصلين فيتبعون بناء المسجد، فإذا هذا الإنحراف عن القبلة يجوز للمأمومين فإنه بالضرورة يجوز للإمام، و إذا كان لا يجوز للإمام الإنحراف عن القبلة فإنه بالضرورة أيضا لا يجوز للمأمومين.
و السؤال هو: هل يحمل الإمام شرط صحة عن المأموم؟
الجواب: لا
إذا ما حكم هؤلاء الأئمة الذين يغشون أنفسهم قبل الناس؟
الجواب الذي لم يختلف فيه إثنان من الذين طرحت عليهم هذا السؤال و غيره مثل: ما حكم الصلاة لغير القبلة متعمدا؟
كان الجواب من كل من شم رائحة الفقه أن الصلاة باطلة...
الأئمة و المأمومين يعرفون هذا الحكم كما يعرفون أبناءهم، و مع ذلك يستمرون في الخطأ
يقول الله سبحانه و تعالى: "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" و في آية أخرى: "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا" إلا إذا خافوا أن يقول الناس: " مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا"
        قال لي أحدهم هذه مجرد فتنة و لا داعي لإثارتها، و قد عجز أن يرى أن الفتنة أصلا قائمة و الذي يجب هو الخروج منها بتصحيح الوضع و ليس بهذا السكوت الغير مبرر لا من المسؤولين و لا من المأمومين.
علما بأن مسجد النور لا يبعد إلا بحوالي 270 متر عن الزاوية التي بناها أصحاب الطريقة الهبرية، الخط الأصفر في الصورة خاصية يوفرها برنامج جوجل لتحديد المسافات
 و هذه الزاوية متجهة تمام الإتجاه إلى الكعبة حتى إنه لينطبق عليها مصطلح المسامتة بالرغم من أنها تبعد آلاف الكيلومترات عن الكعبة، و كان يكفيهم ما كفى غيرهم من المتصدرين لبناء دور العبادة عندنا،  وهذه صورتها مأخوذة بجوجل أرض تبين حرص أصحاب الزاوية على توجيهها توجيها صحيحا إلى الكعبة.
سبحان الله، هذا يحدث في بلد واحد
قبلتان متباينتان في بلد واحد
و العجيب من هذا كله و ذاك، الضريح الذي في الزاوية، مات صاحبه سنة 1966م موجه إلى القبلة، وهذا بشهادة أحد تلامذته الذي كان يصلي بنا و سمعته كذا مرة يقول: كان الشيخ رحمه الله يأمرنا أن نصلي في هذا الإتجاه، يعني الإتجاه الصحيح.
من 1966 إلى اليوم يعني 45 سنة فقط كل هذا الإنحراف؟
فكيف منذ 14 قرنا؟
قريب من عهد النبي قال أحد الصحابة: لو بعث النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لما عرف منكم إلا الصلاة ... أنا لا أريد أن أسأل ماذا لو بعث هذا الصحابي اليوم ؟
        قال لي أحد من كبارهم هذه مجرد فتنة و لا داعي لإثارتها، و قد عجز أن يرى أن الفتنة أصلا قائمة و الذي يجب هو الخروج منها بتصحيح الوضع و ليس بهذا السكوت الغير مبرر لا من المسؤولين و لا من المأمومين
"وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا"
و أريد قبل أن أختم أن أتعرض لهذه الكلمة ـ الشطر يعني ـ بشيء من التحليل أراه صوابا
        الذي يصلي في المسجد الحرام لا يجوز له أدنى انحراف عن الكعبة و إلا فصلاته باطلة، أما البعيد مثلنا فمطلوب منه التحري، حتى إذا اطمأن قلبه إلى جهة ما ـ و لو كانت خطأ ـ فلا يجوز له الإنحراف عنها بحال و إلا فصلاته أيضا باطلة
        طيب.. أنا لم أجد نص آخر يلزم الذي يصلي في المسجد الحرام بالمسامتة و الأفاقي أيضا بالتحري جهده حتى يطمئن قلبه يستشهد به العلماء في هكذا مسائل إلا آية الشطر هذه: "وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ"
إذن كلمة شطر إذا كانت تعني النصف دائما فلماذا نلزم الذي يصلي في المسجد الحرام بالمسامة، و إلا فمطلوب منا نحن أيضا أصحاب الآفاق إذا تبين لنا الإتجاه الصحيح للقبلة أن نفهم من الشطر المسامتة و ليس النصف.
اللهم إن أصبت فيما كتبت فمنك و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب"  

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

كثير عليك ما أنت



كثير عليك ما أنت فيه         إمام تصلي بالناس جميعا
و تجلس للناس تقول كلاما          حماه كلام الله فيه رفيعا
فلولا ما حشوت لكان يقينا          خراءة ما تقول لنا أو رجيعا

المجد


هو العلا و المجد غاية الفتى *** فوق الكواكب عند النجوم يطمح
الغرب قام في الظلام باحثا *** عن الطريق إلى العلا يتفتح
صادف جوا خاليا لأننا *** خلنا بغير العلم فضلا ننجح

انتهى الدرس

انتهى الدرس
فلا تتكلم إلا بالهمس
و لا تكافح و لا تناضل فالأمر محسوم بالأمس ...

ثقافة الذل كالغرس
جذورها... مثل شريان الحياة في جسد مات في الحبس 
أنا حر لأني أرفض الذل
و رفضي جينات أحملها من أصلي
لن أرث الذل
أو أحيا كريما كالأمس ...

إذا غابت الشمس
أو غابت كل الكواكب و النجوم
وساد الظلام
أنا هنا
أمرض و أقوم
أكافح!
بيدي سلاحي
و بالأخرى أداوي جراحي
و صوتي يخترق الغيوم
أنا لن أرث الذل
أو أحيا كريما كالأمس ...

محال أن تقع السماء
أو يمنعوا عني الهواء
أنا حر في الحبس
و أرفض الكل    


المعلم


قرأت لشوقي نظما فيه يقول *** بحق المعلم على التلميذ تبجيلا
 لو كان حيا بعدما دار الزمان *** لقال فيهم غير الذي كان قال
و الجاحظ قبل قال فيهم كلاما *** بعكس شوقي قال قولا ثقيلا

صلاة العيدين



تُؤدى صلاة العيدين عندنا مخالفة لما هو عليه هدي النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذ من المفروض أن يبدأ الإمام بالصلاة و ليس بالخطبة و ذلك تطبيقا

نكت


9 ـ عادة عندنا في عريب و في كثير من بلاد المسلمين إذا مات شخص فإن وليه يحضر الطُلْبة ـ بضم الطاء و سكون اللام ـ ليقرؤوا القرآن صدقة على الميت و يأخذون على ذلك أجرا.
و في أحد المآتم و كان صاحب الميت ثريا، قرؤوا إلى ساعة متأخرة من الليل ثم أرادوا الإنصراف فقال لهم صاحب الميت
لو زدتم قليلا و نزيدكم 100 دج لكل واحد منكم، فقال رئيس الطُلْبة: 100 دج لو طلبت منا الرقص لرقصنا.

8 ـ كانت عجوز تسكن بجانب زاوية لتحفيظ الطُلبة ـ بضم الطاء و سكون اللام ـ القرآن، و في يوم من الأيام شبت النار في مسكنها فهب الطُلبة لإطفائها فقالت لهم العجوز(طفوا يا الطُلبة حتى يجوا الرجالة) فهل الطلبة ليسوا رجال؟

زارت امرأة قريبة لها في عين الدفلى مثلا، فلما دخلت وجدت عندها الخبز اليابس فقالت لها: أما عندكم الكلاب أو الطُلْبة فتعطونهم هذا الخبز حتى يأكلوه
الطلبة بضم الطاء و سكون اللام و ليس الطلبة بالفتح، و الفرق بينهما أن أصحاب السكون يحملهم القرآن أما أصحاب الفتح فيحملون القرآن ... و شتان.


خرج راعي من ضواحي مليانة بغنمه إلى الغابة، و تبعه لص، و في غفلة من الراعي أخذ اللص خروفا و ذبحه و شوى اللحم و أكل حتى شبع، ثم أخذ ما تبقى معه من اللحم إلى الراعي و أطعمه منه.
و في المساء لما هم الراعي بالرجوع إلى البيت وجد أنه ينقصه خروفا، فتذكر اللحم الذي أكله في الصباح
مازال أهل المنطقة يضحكون من هذه الحكاية إلى اليوم.
 

كلمة "بلحرام" يحلف بها عندنا للطلاق
فرجل من جليدة يحلف بها كثيرا، و هم ينصحونه، قال له أحدهم بأن هذه الكلمة خطيرة جدا و ممكن أن تكلفك طلاق زوجتك.
فقال الرجل: قول بلحرام
فأجابه أن نعم و مثلا سمعت الإمام يقول هذا
فقال الرجل: بلحرام ما نزيد نحلف بها



أرادت امرأة أن تصلي فطلبت ممن حولها أن يعلمها الصلاة فبدأ لها بالفاتحة و علمها كل ما يتعلق بالصلاة، ثم بعد مدة نسيت كل شيء و أرادت أن تعاود تعلمها للصلاة فطلبت مرة أخرى أن يعلموها فلما بدؤوا لها بالفاتحة قالت: أمازالت نفس قراءة المرة السابقة، و لم تتغيير؟ 


3ـ استلف رجل من رجل مبلغا من المال على أن يرده غدا مثلا على الساعة كذا، فلما حان وقت السداد جاء بالمبلغ كاملا في الوقت المحدد، فغضب صاحب الدين و شتمه و مازال يغلظ له في القول، فقال الرجل يسأل: لماذا تشتمني و قد جئتك بمالك كاملا و في الوقت المحدد؟.. فأجابه صاحب المال: بهذه الطريقة أحسب كل الناس لا يخلفون المواعيد مثلك فأسلفهم أموالي و يذهبون بها، كان عليك أن تخلف الموعد بساعة أو ساعتين أو حتى يوم.
 


 اشترى رجل من الجزار لحما فيه شيئ من العظم فلما ذهب به إلى البيت رفضته زوجته فأعاده إلى الجزار، فلما انصرف الرجل قليلا قال الجزار: زوجته تغلبه و هي التي أرجعت اللحم
فرد الرجل: تغلبني زوجتي وتؤكلني اللحم و لا تغلبني أنت و تؤكلني العظم
تغمد الله الرجلين برحمته الواسعة 


 رجلان من بلدية عريب، قال أحدهما للآخر أريد أن أزوج ابنتي و أريد منك أن تدلني على شاب ابن حلال حتى أزوجه إياها.
فرد عليه الآخر: أنا لم أجد ابن الحرام حتى أزوجه ابنتي و تريد أن أدلك على ابن الحلال

   

بدعة تثبيت وقت الظهر


     مواقيت الصلاة حددها الشارع الحكيم بربطها بالكون، و جاء  في ذلك قوله سبحانه و تعالى: "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل و قرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا"و حديث النبي صلى الله عليه و سلم في صحيح مسلم: "وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لن يحضر وقت العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغيب الشفق، ووقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس"، وفي رواية "وقت العشاء إلى نصف الليل".
   و من أقوال العلماء:
قال ابن المنذر : "أجمعوا على أن أول وقت الظهر زوال الشمس"اهـ .

وقال ابن عبدالبر : "أجمع علماء المسلمين في كل عصر وفي كل مصر بلغنا عنهم أن أول وقت الظهر زوال الشمس عن كبد السماء ووسط الفلك... وهذا إجماع من علماء المسلمين كلهم في أول وقت الظهر، فإذا تبين زوال الشمس بما ذكرنا أو بغيره فقد حلّ وقت الظهر، وذلك ما لا خلاف فيه" اهـ . 
وممن حكى الإجماع –أيضاً على أن الزوال هو أول وقت الظهر-: السرخسي وابن رشد الحفيد و ابن قدامة والنووي والشوكاني رحمهم الله أجمعين.

   و استنادا إلى هذه الثوابت المعلومة من الدين بالضرورة، حدد أهل الاختصاص في هذا المجال وقت كل صلاة بدقة متناهية لا مجال فيها للاجتهاد، و وضعوا لذلك رزنامة توزع مع بداية كل سنة على كل المساجد، لتعلق مباشرة في المكان الذي يقوم فيه المؤذن لرفع الآذان، و لكن لأن البلوى عمت بهذه البدعة حتى أصبحت من المسلمات، فلو رُفع الآذان في وقته الحقيقي لأنكره الناس. فإذا جاز التأخير هكذا لغير سبب، فما الذي يمنع تقديمه قبل وقته؟ و إذا جاز هذا أو ذاك في آذان الظهر فإنه بالضرورة يجوز في باقي الصلوات و بذلك تصبح كل العبادات قابلة للتغيير فيها بما يوافق هوى فئام من الناس "ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أهم يحسنون صنعا"
   و لكي لا تكون للناس على الله حجة يوم القيامة في هذه المسألة، فإن كثيرا من الجرائد اليومية تخصص زاوية تنشر فيها هذه المواقيت، و أيضا مواقع إلكترونية، يعني أن هذه المسألة من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان.
لكن يجوز للإمام في شدة الحر من فصل الصيف أن يُبرد بالصلاة إلى ما بعد الزوال قليلا حتى لا يتأذى الناس من شدة الحر، قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم:‏ "‏إذا اشتد الحر ‏ ‏فأبردوا ‏ ‏عن الصلاة فإن شدة الحر من ‏ ‏فيح ‏ ‏جهنم"
بل أكثر من ذلك، يجوز للإمام ـ على قول بعض الفقهاءـ أن يؤخر الصلاة إذا افتقد بعض المداومين على صلاة الجماعة، و علم أنهم حبسهم عذر و سيحذرون.
المهم أن الإمام في يده أن يقدم الصلاة و يؤخرها بحسب ما تقتضيه المصلحة في غير اتباعٍ للهوى، و قد قرر العلماء في ذلك قاعدة فقهية مفادها أن أينما وجدت مصلحة الناس فثم شرع الله، و مصلحة الناس في شدة الحر تأخير الصلاة و "ذلك تخفيف من ربكم و رحمة" و "إن الله يحب أن تؤتى رخصه" و "عليكم برخصة الله التي رخص لكم".
أما في غير الحر أو أي عذر آخر فيجب أن تقام الصلاة في أول وقتها لقوله سبحانه: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" و قول النبي صلى الله عليه و سلم: "الصلاة في وقتها خير من الدنيا و ما فيها" و إلا "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون"
لكن الذي لا أجد له تفسيرا هو:
لماذا لا يرفع أذان الظهر عندنا ـ و في كثير من المساجد ـ إلا على الواحدة و النصف زوالا طول أيام السنة؟ علما بأن دخول وقت الظهر يزيد و ينقص، مثله مثل باقي الأوقات، و قد تظاهرت الأدلة ذلك.
أو لماذا يثبت وقت الظهر ولا تثبت باقي الأوقات أو بعضها ؟ ولماذا أصلا يُثبت هذا الوقت؟ و من ثبته؟ و ما دليله؟

نحن أمة الدليل، و الفقه عندنا توقيفي، و الأدلة تظاهرت على أن الظهر له وقت دخول مثله مثل باقي الأوقات، و ديننا مبني على أسس و قواعد فقهية لا مجال فيها للمزايدة، فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دين، و ليس لأحد أن يجتهد في مسألة قضى الله تعالى فيها أمره أن "أقم الصلاة لدلوك الشمس" و الدلوك هو وقت زوال الشمس عن كبد السماء و بذلك يكون دخول الظهر، و هذا الوقت يختلف باختلاف المواسم و الشهور، بل كل يوم يزيد دقيقة أو ينقص.

أقل ما في هذه المخالفة الشرعية من الضرر الأخروي على الناس، أن النساء و أصحاب الأعذار الذين يصلون في البيوت أو في أماكن عملهم تفوتهم فضيلة أول الوقت، و أي فضيلة...!!!، يقول المصطفى صلوات الله و سلامه عليه: "الصلاة في وقتها خير من الدنيا و ما فيها". و قبل ذلك يقول الله سبحانه و تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" و في آية أخرى "حافظوا على الصلوات"، و من بين ما يجب المحافظة عليه في الصلوات هو أداؤها في أول وقتها لمن لا ينتظر الجماعة، و لا يجوز تأخيرها بغير عذر شرعي ـ فمن باب أولى لا يجوز تثبيتهاـ لأن في ذلك مفسدة عظيمة في دين الله.

أما إن كان شيء يجوز التوسع فيه، فهو في أمور الدنيا، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" أما الدين فإنه كامل و الحمد لله، يقول الله سبحانه و تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم".


الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

إفتتاحية



 بسم الله الرحمن الرحيم
فكرة نبتت في رأسي، فيسر الله لي أن أترجمها بأن أرشدني إلى اعتماد هذه المدونة التي أدعو من خلالها كل أبي غيور على دينه، من بلدية عريب، أو من غيرها، أدعوه فيها إلى أن نحاول جميعا تشخيص و محاولة معالجة و تغيير الكثير من الموروثات السلبية و المخالفات الإجتماعية الشرعية المتفشية في جميع الميادين على حد سواء.
لا نستطيع التغيير بأيدينا، إلا أن يقيض الله دولة من الرجال يسنون القوانين وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية "وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللّهِ بِعَزِيزٍ" و حتى بالقول لا نستطيع أن ننكر ـ اللهم إلا إذا كان من باب تجاذب أطراف الحديث ـ أما على المستوى الرسمي، أقصد الإنكار على صاحب المنكر فهذا بُعدٌ آخر، ربما لأن أمور الدين خاصة ـ لو ضربنا مثلا الصلاة ـ أصبحت من أهون الأمور عند الناس، لا يهم كيف تُؤدى، و لا من يقوم عليها في مساجدنا، و كأنها مقصودة، و إلا فما معنى أن ينتدب للقيام بهذه المهمة من لا يراعيها حق رعايتها، و من لا يحسن قراءة صفحة حتى يخطئ فيها مليون خطأ، بل و لما رأى هؤلاء القائمون على الصلاة عندنا أن لا أحد ينكر عليهم أصبحنا اليوم نرى المعتوهين ذهنيا و الناقصين عقلا و خلقا و الفاشلين في الحياة و المطرودين من أبواب المدارس يوجهون مباشرة إلى المسجد عبر الشبكة الإجتماعية، أصبح مكانهم الطبيعي، لأنهمضامنون أن لا أحد ينكر عليهم، و إن وجد فهو مشوش فتان و لا أحد يساعده .
فلقد و الله غلبونا على أمرنا. 
 لا جرم إذا كان الأمر كذلك، لأن الله سبحانه و تعالى يقول: "وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ"  و جاء في الأثر كما تكونوا يولى عليكم، وقيل لا تسأل الظالم لم ظلمت و لكن إسأل المظلوم لم قبلت الظلم، و عند المصريين، قيل لفرعون ما فرعنك قال لم أجد من يصدني. فهذا البُعد عن الجادة لم يأت من فراغ، بل جذوره تمتد إلى الإستدمار الفرنسي الذي عمل بكل الوسائل على تجهيل الناس و إبعادهم عن الدين حتى يتمكن من السيطرة عليهم، و لقد نجح إلى حد بعيد و تمكن من تغريب حتى أفكار ضعاف النفوس إلى يومنا هذا يوجد من يرى و يفكر و يتعامل مثلهم بل و يمجدهم، و هذا كله لأن الناس لا تقرأ التاريخ، و إلا فحضارة الإسلام أرقى بكثير من حضارتهم المادية القذرة.
المهم، هم صنعوا حضارة مظلمة في ظلمات بعضها فوق بعض و فرضوها علينا..
و نمنا نحن في نور الإسلام و هديه..
وبعد أن كنا سادة الدنيا و قادتها حتى قال قائلنا للغيمة: أمطري حيث ما شئت فسوف يأتني خراجك بل قال من قبله: أنثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع الطير في بلاد المسلمين، أصبحنا و لا في ذيل الأمم بعدما ابتعدنا عن فطرة الله التي فطر الناس عليها. كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، أذلنا الله و ليس هؤلاء، و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون يوم دين.

طبعا، وضعنا هذا الذي نحن فيه امتداد لما سعى إليه الإستدمار الغاشم،  زرع فكرا ميتا في هذه الأمة التي مرضت

مرضا أسال الله العظيم رب العرش العظيم شفاءها منه في أقرب وقت "وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللّهِ بِعَزِيزٍ".
كان هذا استطراد جرني إليه شرح سبب وجود هؤلاء الذين تمكنوا من هذه المناصب الحساسة، إذ إزدراء رجل الدين – و إن كان في الإسلام لا يوجد رجل دين فكل الناس مكلفة بمعرفة ما يجب عليها اتجاه ربها – إزدراء رجل الدين المسلم من بقايا الفكر الإستدماري، حيث كانوا يحرصون على تسييد الجهلة و المشعوذين، و جعلوا منهم أولياء لله، و منهم من ما زال قبره إلى اليوم وثنا يعبد من دون الله، و تٌقرب له القرابين، و تقام له الموالد إلى غير ذلك من العادات التي أٌشربت في قلوب فريقا من الذين عايشوا الحقبة الإستدمارية .
المهم أنك تلاحظ أنه يوجد شبه إجماع بين رواد المساجد في بلديتنا على الإهمال الكبير في كل ما يتعلق بالصلاة، لكن لا أحد ينكر!!!  
عجيب أمر هذا المجتمع.
الكل يرى الباطل...
و يعرف أنه باطل...
لكن لا أحد ينكر!
الموقوذة و المتردية و النطيحة يتقدمون إلى الصفوف الأولى فيجدون من على شاكلتهم من يقدمهم إلى رفع الآذان بل و إلى الصلاة بالناس...
و لا أحد ينكر!!!
و الجامعيون و المثقفون و طلبة العلم و أصحاب اللحى – إلا من رحم ربي – لا يدخلون إلى المسجد إلا عند سماع الإقامة حرصا منهم على الصفوف الأخيرة "رضوا بأن يكونوا مع الخوالف" أصبح أمر الصلاة عندنا هين إلى درجة لا تتصور... 
ماذا لو حدث عشر هذا الذي في المساجد في ملاعب كرة القدم ؟؟؟