الاثنين، 31 ديسمبر 2012

قصر النظر و بعده


          يقولون أن الإنسان بعد الأربعين كل شيء فيه ينقص الا العقل، هذا القول ليس على اطلاقه لانه ما من قاعدة الا و فيها استثناءات تزيد و تنقص بحسب الحال او الشخص، و جسم الانسان يمر بمراحل حددها له الله سبحانه و تعالى فلا يخرج عنها، يقول سبحانه و تعالى: "الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة" فكل اعضاء الانسان تصل الى مرحلة تبدأ فيها بالنكوس مصداقا لقوله سبحانه و تعالى: "ومن نعمره ننكسه في الخلق" و من ذلك البصر الذي اريد ان اسجل فيه ملاحظتي.

البصر يبقى على حاله عند أشخاص بدليل أن النبي صلى الله عليه و سلم "قلما كان يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: ... ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا..." الحديث، لكنه يختل عند آخرين فيبعد عند البعض و يقصر عند غيرهم، وفي كلاهما نقص، لكن نقص دون نقص، فالذين يبعد البصر عندهم أحسن من الذين يقصر، و كثيرا ما رأيت الذين يقصر البصر عندهم يتحرجون نوعا ما من النظر إلى ساعة أيديهم أو إلى هاتفهم النقال بين الناس عكس الذين يبعد البصر عندهم
ملاحظتي تتمثل في إن اغلب الذين يقصر البصر عندهم ـ إن لم يكونوا كلهم ـ أميون أو قليلوا القراءة جدا عكس الذين يبعد البصر عندهم فإنهم في الغالب يكونون من الذين مارسوا القراءة لمدة اطول.
و هذا اقل ما للقراءة من فضل على الناس.
أما الذين يمتعهم الله سبحانه و تعالى بأعضائهم ما أحياهم فهم أهل طاعته، وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بسمعه و بصره و قوته، فوثب يوماً وثبةً شديدةً فعوتب في ذلك ، فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغَر فحفظها الله علينا في الكبَر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق