الأحد، 3 فبراير 2013

قضيتنا قضية جهل



        من الطالبان إلى جبهة الإنقاذ عندنا ثم أخيرا و ليس آخرا حركة أنصار الدين في شمال مالي يبدو جليا فشل المشروع الإسلامي لهذه الجماعات، و لا أجد حرجا إذا نسبت ذلك إلى الجهل.
        قد يقول البعض أنها قلة خبرة القائمين على هذه الحركات أقول بل قلة العلم، لأن الحجة قائمة و لا ينكرها إلا جاحد، فالدولة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه و سلم لم تبدأ بقطع الأيدي و الأرجل و الرجم بل صلى النبي صلى الله عليه و سلم بين أصنام الكعبة قبل الفتح و ما هدمها إلا لما تيقن أن لا أحد يستطيع معارضته أو الإنكار عليه أو حتى التفكير في إعادتها، و كذلك أول حد في الإسلام كان عام الفتح في المرأة التي سرقت، يعني بعد 21 سنة من نزول الحي، و لما استتب له الأمر كله و دانت له الدنيا فلا أحد يجرؤ على رد أمره.
كل هذا مسجل في كتب التاريخ و السير...

        تُرى لماذا حفظ الله سبحانه و تعالى لنا هذا التاريخ إذا لم يكن للرجوع إليه و تطبيقه بما يناسب العصر.
        طالبان حكمت ست سنوات قطعت من الأيدي و الأرجل و رجمت و عزرت ما لم تفعله الدولة الإسلامية في الثلاثة القرون الأولى المشهود لها بالخيرية، و كثير منها مثبت بالصور في اليوتيوب، فكان يجب عليها أن تحتاط لما حدث من تكالب الأمم عليها و أنها غير قادرة على مجابهتهم، فكان أن قتل الكثير من المسلمين تحت اسم الإرهاب.
        فانظر إلى العكس، تعاليم الإسلام عندهم و ليست عندنا...
        كأننا لم يبق لنا إلا جثة النبي صلى الله عليه و سلم نحتفظ بها للتبرك و الزيارة في مواسم الحج، فأمريكا لما دمرت أفغانستان و العراق لم ينكر عليها إلا الذين لا صوت لهم يسمع، بل كان ذلك باسم نقل الحضارة.
        و كذلك جبهة الإنقاذ، حدث باسمها قطع الرؤوس و ترويع الآمنين و عاث من شاء في الأرض فسادا باسم الإسلام.
        و هل أتاك حديث حركة أنصار الدين في مالي، فصباحا و مساءا تطالعنا القنوات المغرضة بأخبار بتر الأطراف و انتهاك حقوق الإنسان، و فتحت هذه الحركة المجال واسعا أمام كل من يريد أن يثبت للعالم أن الإسلام دين همجي متخلف و لا يصلح للعصر الحديث بل و لا للعصر الذي بدأ منه.
أساءوا للإسلام و للمسلمين من حيث أرادوا الإصلاح، و ما أساءوا إلا لأنفسهم و ما يشعرون، لأن الإسلام دين الله "وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ"
و لا ينبغي لنا ألا نعرج على إخوان مصر الذين أثبتوا حنكة منقطعة النظير في إدارة أزمتهم بالرغم من تكالب التيارات المناوئة لهم و التي بالرغم من سيطرتها على الإعلام ـ هذا السلاح القوي جدا ـ إلا أن مناورات الإخوان آتت أكلها إلى حد الآن، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحكم الإخوان العالم كله و ليس مصر فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق