الأربعاء، 10 يوليو 2013

و تستمر الحياة.


يجب أن يزيد من مساندتنا للإخوان ما يحدث لهم في مصر و العالم، و ذلك لأنه ما جاء أحد بمثل ما جاءوا به إلا و حدث له مثل الذي حدث لهم، و هذه سنة الله في خلقه، أنطق الله بها ورقة بن نوفل لما قال للنبي صلى الله عليه و سلم: "لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي"
أكبر جريمة يمكن أن يُتهم بها الإخوان هي أنهم مسلمون ـ و كفى بها تهمة عند العلمانيين ـ، ربما تبدو هذه التهمة مشوشة نوعا ما، لأن المسلمين اليوم كثر و لم يحدث لهم مثل الذي حدث للإخوان... وذلك لأنهم لا يحملون من الإسلام إلا الإسم، و فهموا بجهلهم من جهة و بما يلقنه لهم المغرضون من جهة أخرى، أن العلمانية و أبشع منها الليبيرالية و من قبل هاته و تلك كل الإستعمارات و احتلال الدول الإسلامية، كل هذا كان يحمل في ظاهره مصلحتنا.
و لقد صدقوا و هم كاذبون.
لأن الإسلام ليس مادة توضع في الدستور فقط، و صلوات تُؤدى في المساجد فقط، و بعض الأحكام الإجتماعية التي لا حرج في تطبيقها على أحد... هذا هو الإسلام الذي إن تنازلت العلمانية في قبوله و التعايش معه، فعلى مضض، أما مشروع إسلامي و حلال و حرام و لا يجوز و رئيس دولة يصلي الفجر في المسجد فـ "أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون".
صدقوا و هم كاذبون لأن الإسلام مشروع متكامل، و لا يقبل أن نأخذ منه بعض الأحكام و نترك أخرى إرضاءا لنزوات بعض الزمنى الذين وصلوا إلى مفاصل الحكم بكل الطرق المشبوهة، لأن الإسلام إذا تعطل بعضه من أهله بأي حجة فإن مصيره الفشل، و أقل ما يمكن أن يقوله عاقل عن سبب (فشل) تجربة الإخوان هو تسامحهم المبالغ فيه مع أعتى وسيلة تستطيع أن تغير موازين القوى مع أو ضد من أرادت، ألا و هي الإعلام، و من الإسلام التعامل مع هذه الوسيلة ـ كغيرها من الوسائل ـ بالحزم الذي تمليه مصلحة استمرارية مشروع بناء الدولة الإسلامية و من وراءه الأمة الإسلامية. هناك أسباب أخرى نسأل الله أن يكون قد أحاط الإخوان بها علما، و يبقى أن هذا مجرد درس من دروس الحياة يجب ألا نفهم أنه نهاية العالم بل تجربة مفيدة جدا للأجيال يعرفون منها أنهم مجرمون فقط لأنهم مسلمون.
و تستمر الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق