الاثنين، 8 يوليو 2013

الوجه الآخر للعلمانية

        

         لما قرر العلمانيون تطبيق مبادئهم على العالم لم ينسوا أن يأخذوا كل الإحتياطات المحتملة حتى لا يكون مكان للمفاجأة، و بما أن الغاية تبرر الوسيلة مبدأ أساسي عندهم فما أسهل أن تجد بدل الحل ألف، و كل الطرق تؤدي إلى ما يريدون، المسألة عندهم باختصار هي فن الممكن، خاصة إذا تعلق الأمر بمواجهة الإسلام و مبادئه وأهله ـ بالرغم من أننا لسنا مسلمين حقيقيون ـ، فهنا يضع العلمانيون كل خلافاتهم جانبا و يتّحدون كمثل الجسد الواحد و لا يقبلون بالتراجع شبرا فما دون عما اكتسبوه طيلة مسيرتهم التي لا تضع مكانا لغير المصالح الدنيوية و لا يقبلون إلا ما تمليه عليه عقولهم بعيدا جدا عن كل ما له علاقة بالدين، كذلك هذه الديمقراطية المحمولة على ركائز علمانية خفية في ظل هيمنة غربية أوروبية لا تؤمن إطلاقا بالمخالف لها و لا ترى إلا نفسها أهلا لإدارة شؤون البشرية بل الكون.
        و سيبقى الصراع ما بقي الليل و النهار، و لكل من الفريقين مبادئه، و على قدر تمسك هذا الفريق أو ذاك بما يؤمن به تكون له الهيمنة و العلو على غيره، يقول الله سبحانه و تعالى في سورة آل عمران مخاطبا المسلمين: "و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" ههنا شرط وضعه الله سبحانه و تعالى للعلو على الغير و هو الإيمان، و الإيمان يُعرفه النبي صلى الله عليه و سلم بـ: "ما وقر في القلب و صدقه العمل" و العمل لا يكون مقبولا إلا إذا توفر فيه شرطان:
·       أن يكون خالصا لله
·       أن يكون كما أمر الله
ما أوضح الطريق لمن أخلص الطلب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق