الأحد، 19 مايو 2013

الرياضة



تنقسم الرياضة بحسب ممارستها ـ و في رأيي على الأقل ـ إلى قسمين:
ـ فردية
ـ و جماعية بما في ذلك الثنائية
        و في كلا القسمين تتفاوت الخصائص و المميزات بعضها عن الآخر ما يجعل كل قسم يتداخل و ينفرد في نفس الوقت عن القسم الآخر بما يحقق القصد من ممارسة هذه الرياضة أو تلك.
        و الذي لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم مارس الرياضة، مثل رياضة العدو مع أمنا عائشة رضي الله عنها و المصارعة مع ركانة، أما ركوب الخيل فكان عندهم مثل ركوب السيارة عندنا زياة على أنه رياضة، و في الأثر عن عمر رضي الله عنه: "علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل"
        الملاحظ ـ و الله أعلم ـ أن مرجعيتنا ليس فيها رياضة جماعية، كل ما وصل إلينا خبره رياضات فردية مارسها النبي صلى الله عليه و سلم أو مارسها بعض أصحابه مثل سلمة بن الأكوع الذي كان عداء لا تدركه الخيول أو سعد بن أبي وقاص الذي كانت سهمه لا تخطأ الهدف، و بالنظر إلى سلبيات الرياضات الجماعية اليوم في كل العالم و ليس عندنا فقط، و لعله لذلك لم يمارسها من هو أعلم منا بما ينفعنا، فأقل ما يمكن أن يقال في أي رياضة جماعية أنه إذا أخطأ أي لاعب في الفريق فإن كل الفريق يتحمل الوزر عكس الرياضة الفردية التي يكون فيها الرياضي مسؤول عن نفسه فقط و يعتمد نجاحه على مدى استعداده هو لا غيره، و لو لم يكن للرياضة الفردية إلا هذه الميزة لكفت، و هناك (بلاوي) أخرى تحدث في الرياضات الجماعية خاصة لما تفطن الساسة إلى استعمالها في إلهاء الشعوب عن قضايا الأمة المهمة، فأصبحت كرة القدم تؤثر حتى على العلاقات السياسية بين الدول و يتقاضى لاعبوها كنوزا بدل الأجور.
        يبقى عند العقلاء أن هذه الرياضة أو تلك هي لمجرد التسلية و المحافظة على اللياقة البدنية ـ هي في الأخير لعب ـ و نمارسها بعد أن ننتهي من تأمين حدود الكرامة للمجتمع بالتفاني في الاهتمام بالعلم بأنواعه، و إلى أن يقيض الله سبحانه و تعالى لهذه الأمة من يقيم لها أمر رشدها، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يلهم ولات أمورنا الإهتمام بما ينفع البلاد و العباد "و ما ذلك على الله بعزيز" و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق