الثلاثاء، 21 مايو 2013

أنا و أخي على بن عمي



غريب جدا أن يخطئ سلفيو تونس الطريق، و يتفقون مع العلمايين ضد حركة النهضة الإسلامية في الوقت الذي يترك سلفيو مصر خلافاتهم جانبا و يتعاونون مع الإخوان المسلمين ضد الحملات الشرسة التي يشنها العلمانيون و اللليبراليون ضد الإسلام، الأكيد أن سلفيو تونس لم يستفيدوا من الدروس التي مرت بها الحركات الإسلامية في كل من أفغانستان و شمال مالي اللاتي أرادت أن تبدأ من النهاية فانتهت من البداية، وتتضح الصورة أكثر مع أردوقان الذي عرف كيف يبدأ من البداية، و من المفارقات أن شيخ حركة النهضة التونسية هو الذي رسم الطريق لأردوقان كي يُخرج تركيا من دركات الدول المتخلفة إلى منافسة الدول الكبرى في جميع مجالات الحياة، و إلى اليوم لو أراد أردوقان أن يقيم الحدود الإسلامية في تركيا لما استطاع، و لقامت الدنيا عليه و لم تقعد إلا بتشريده و أهله و حل حزبه تحت مسميات محاربة الإرهاب و التطرف.
         النبي صلى الله عليه و سلم ما أقام الحدود إلا لما علم يقينا أن لا أحد يستطيع أن يرد أمره، و صلى و طاف حول الكعبة و حولها ثلاث مائة و ستون صنم و ما أمر بهدمها إلا لما تيقن أن لا أحد يجرؤ حتى على التفكير في إعادتها، هذه هي الدروس الذي يجب على الحركات الإسلامية التي تطالب بتطبيق الإسلام أن تشربها، يقول الله سبحانه و تعالى في سورة الروم: "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" ويشرح هذه الآية حديث النبي صلى الله عليه و سلم: "المؤمن كيس فطن" فلا يعطي لعدوه الذي يتربص به الفرصة أبدا، و هذا ما فهمه عمر بن عبد العزيز لما ألحَّ عليه ابنه في تغيير مناكير بني أمية كلها، فقال له: "يا بني أما يكفيك أني أميت كل يوم بدعة وأحيي سنة؟". إنها سنة التدريج التي يجب على الحركات الإسلامية في العالم أن تتبناها في هذا الزمن الذي يحرص العالم كله على الكيد للإسلام و أهله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق