الخميس، 2 مايو 2013

الرئيس مريض




        الغريب أن يكون الرئيس صحيحا أما أن يكون مريضا فلا غرابة، و ما الصحيح في هذا البلد يستنشقه الرئيس ـ أو غيره ـ حتى يكون في عافية؟ و الذي ينظر إلى ما آلت إليه كل القطاعات في الدولة ـ إن كان منصفا ـ فإنه سيستوي عنده مرض الرئيس و صحته، لأن كل شيء مريض في هذه الدولة فمرض الرئيس لا يحدث فرقا، و بالنظر إلى:
1.   الإضرابات التي لا تنتهي في قطاع التعليم الذي يعتبر اللبنة الأساسية في بناء الأجيال التي تتحمل مسؤولية الأمة مستقبلا، و الرائحة التي تنطلق من هكذا عفن لا يشمها أنف سليم إلا مرض.
2.   الاختلاسات الضخمة التي تملأ أخبارها صفحات الجرائد الأجنبية ثم بعد ذلك المحلية و شاشات العالم و التي تصل أرقامها إلى الحد الغير معقول كيف تبقى هذه الدولة قائمة مع مثل هكذا سرقات.
3.   و بعد ذلك تقيم وزارة الثقافة مهرجان للضحك، و تعلق عليه نشرة الأخبار أنه كان ناجحا جدا لأنه حضره جمهور كثير ـ من المثقفين طبعا ـ و تسلط عليه الأضواء على أنه يعبر عن التقدم و الوعي الثقافي للقائمين على القيام بالدولة إلى المستقبل الرائع.
4.   أما الإعلام فحدث عن بني إسرائيل و لا حرج، فمن التركيز على الإنجازات التي لا ترقى إلى عشر الإمكانات و وصفها بأنها عظيمة و ليست كذلك، إلى أخبار الأحزاب التافهة و المؤتمرات و اللقاءات التي تصرف عليها الأموال الطائلة لتنتهي بلا نتائج كما بدأت بلا أهداف، إلى الترويج للسحرة و المشعوذين كأن الناس كلهم أصابتهم العين و ركبتهم الشياطين، إلى أخبار العفن و المطربين و المطربات، إلى كل تافه يلهى به الناس عما يهمهم من أمور دنياهم و لا أقول دينهم لأن الدين في هذا البلد أصبح غريبا كما أخبر عنه الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم.
5.   كل هذا في كفة و كرة القدم ـ و ما أدراك ما كرة القدم ـ إذا وضعناها في الكفة المقابلة فإن ما في الكفة الأولى يطير في الهواء لخفته، فهي الهواء الذي يتنفسه الشباب اليوم و تقوم الدنيا للمقابلات و لا تقعد إلا بالقضاء على كل ما ينبغي أن يتحلى به الشباب من أخلاق فاضلة و عزم على أخذ الأمور بجد.
هذا غيض من فيض و ما خفي أعظم، و كل هذه أمراض تتفاوت من حيث تأثيرها على تخلف الدولة عن الدول المتخلفة، فما الذي في الدولة صحيح حتى يكون مرض الرئيس مهما؟
أو أطرح السؤال بصيغة أخرى
متى كان الرئيس صحيحا ـ شرعيا ـ حتى نقول مرض؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق