الخميس، 1 نوفمبر 2012

ثلث المجتمع



قسم العلماء الأضحية إلى ثلاثة أقسام، ثلث للأكل و ثلث للهدية و ثلث للفقراء، قال الله سبحانه و تعالى: ")فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير(" و هذا التقسيم على سبيل المستحب، يعني لو أكل الإنسان أضحيته كلها أو تصدق بها كلها لا حرج عليه في هذه ولا في تلك"لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ"، وكذلك في حديث النبي صلى الله عليه و سلم "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"
أيضا في هذا الحديث، فلو ملأ ابن آدم بطنه في غير سرف و بطر فهو في دائرة المباح و أيضا لو اكتفى بلقيمات يقمن صلبه فهذا هو المطلوب،  و لأن النبي صلى الله عليه و سلم لا ينطق عن الهوى و أحكام الشريعة دائما لها أبعاد تبنى عليها المجتمعات على الأسس السليمة، فأدنى حد يمكن للمجتمع أن يتعامل معه في نسبة الفقر على أنه طبيعي هو الثلث، هذا طبعا إذا فهم أصحاب الثلثين أن في أموالهم حق معلوم لهذا الثلث البائس الفقير... و كذلك بالنسبة للطعام فالثلثان المملوءان بالطعام و الشراب كفيلان بإقامة صلب الإنسان أحسن قيام
فإذا زادت نسبة الفقراء عن الثلث فمعناه أن البعض من أصحاب الثلثين جحدوا زكاة أموالهم، و الحل في الإسلام هو أخذها منهم بالقوة حتى لا يخرج من لم يجد قوت يومه شاهرا سيفه، و كذلك في بطن الإنسان إذا زادت نسبة الطعام و الماء أكثر من الثلثين ضاق عن التنفس و كان ذلك سببا لكثير من الأمراض
فنسبة الفقر المدقع الكبيرة في دول الربيع العربي من بين أكبر الأسباب التي جعلت هذه الشعوب تخرج بلا سيوف لتطالب بحقها في الحياة الكريمة، لأن النسب اختلت، و زاد الثلث عن حده إلى النصف و أكثر فكان لزاما أن يختل جسم الأمة ويمرض مثلما يمرض جسم الإنسان إذا زاد الطعام عن حده، حينئذ يجب العودة بهذا الجسم المريض إلى الوضع الطبيعي الذي يسمح له بممارسة حياته بكرامة.
فحذاري من الفقير الذي ليس له ما يخاف عليه...
العلماء الربانيون يحبون الفقر على الغنى حتى إذا أرادوا قول الحق لا تقف أموالهم عقبة تمنعهم من ذلك
يقول خبراء الإقتصاد أن أغنياء المسلمين لو كلهم أخرجوا زكاة أموالهم على الوجه الذي أمر به ربنا لما بقي فقير واحد، لعل هذا هو السبب في عدم وجود فقراء في زمن عمر بن عبد العزيز
و هل الفقر عيب ؟
الفقر ليس عيبا للذين يحسنون التعامل معه بل قد يكون نعمة عليهم ففي الحديث عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ فِيهِ : " وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يَصْلُحُ لَهُ إِلا الْغِنَى , وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ أَفْسَدَهُ ذَلِكَ , وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يَصْلُحُ لَهُ إِلا الْفَقْرُ ، وَلَوْ بَسَطْتُ لَهُ أَفْسَدَهُ ذَلِكَ"
أما للذين لا يحسنون التعامل معه فهو في حقهم مرض يجب التعافي منه بالتكفل بهم و سد حاجاتهم حتى لا تكون الأموال دولة بين الأغنياء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق