الأربعاء، 16 يناير 2013

الشعيرة و الدجاج


أصابني مرض في عيني اسمه الشعيرة، مثل حبة الشعير تخرج في الحدقة و تمتلئ قيحا تصاحبها آلام مزعجة لا تترك الإنسان يرتاح على حال، المهم كل الناس تمرض و نسأل الله أن يرفع لنا به الدرجات.
ما أريد أن أسجله في هذه المشاركة هو أن 99% من الذين سألوني عن حالتي ـ و بارك الله فيهم عن سؤالهم و دعائهم و أسأل الله لهم العافية ـ كلهم أشاروا علي بالبناء للدجاج...َ!!! و هي طريقة يداوون بها الشعيرة عندنا، من موروثات الأجيال التي قبلنا اجتهدوا لما أعجزتهم الحيلة في إيجاد الأدوية اللازمة لكثير من الأمراض التي كانت تفتك بهم و بأطفالهم، فاكتشفوا
الكثير من الأدوية البسيطة من الأعشاب المتوفرة، و مازالت أمي ـ بارك الله لي عمرها ـ تعرف الكثير من الأعشاب النافعة لأمراض معينة، و كثيرا ما يمرض احدنا في البيت فتدهنه أمي بزيت الزيتون و تحضر له مشروبا من بعض الأعشاب التي تعرفها فيصبح معافا بإذن الله، حتى أن غرفتها لما تكون هي مريضة إذا دخلت إليها لا تشم فيها إلا رائحة الأعشاب كأنك في مخبر للطب البديل.
لكن ليس كل الأمراض استطاعوا أن يجدوا لها أدوية مناسبة، و لأن الأمراض تنتشر كثيرا و تتنوع في البيئات الفقيرة و القليلة العلم جدا، فلم يكن الإنسان ليقول له ابنه مثلا يؤلمني كذا و لا يجيبه، لذلك ربطوا كثيرا من الأمراض بأفعال قد تكون في كثيرا من الأحوال لا معنى لها مثل بناء حبة الشعير للدجاج، أو يكون لها معنى في بعض الشعائر الدينية مثل الطواف حول القبور، و في الحالتين قادهم العقل لما لم يكن مقيدا بالشرع إلى الكثير من الشركيات مازال الكثير من كبار السن عندنا يمارسها إلى اليوم، و كل من ينكر عليهم فقد جاء بدين جديد خاصة إذا كان ملتحي فنسبة الاستماع إليه من الكبار صفر، اللهم إلا من هذه الأجيال الجديدة فالصحوة إن شاء الله على قدم و ساق، و أرى أن كثيرا من تصرفات الكبار المنكرة لن تذهب إلا بذهابهم و هذا ينطبق حتى على النظام بل على أعلى هرم في السلطة.
سأكمل الموضوع في المشاركة القادمة إن شاء الله...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق