السبت، 27 أبريل 2013

عندما تحكم الأرانب



عندما تحكم الأرانب جيشا من الأسود الشابة فإن التعامل يكون بالتفكير الذي يفرضه الواقع، أي أن الأرانب ستجعل في مفاصل الحكم أرانب مثلها حتى تطمئن على حكمها و نفسها، و لا يسمح للأسود باعتلاء المناصب التي يمكن لها أن تأثر على الخط السياسي المتبع، لذلك فالأرانب سوف لن تدخر جهدا في التفكير فقط في كيف تحافظ على حكمها وإطالة عمره بكل الوسائل المتاحة، من تمكين فئة الأرانب و ما شابهها من الحيوانات الطائعة الوفية على حساب غيرها و التوسيع لهم في الصلاحيات، إلى التحالف مع كل أصناف الحيوانات الأخرى التي يهمها بقاء نظام الأرانب الذي يقمع كل ما يمكن أن يشكل خطرا علي حيوانات الغابة و الغابات الأخرى، فما على الأسود و كل الحيوانات المضطهدة تحت حكم الأرانب إلا أن تصبر أو تهاجر، و كلاهما لا خير فيه.
فصبر القوي القادر على حكم الضعيف ـ المريض ـ له فيه تعطيل لقوته التي يجب عليه أن يفجرها في كل مناحي الحياة، و في هذا الكبت من التعذيب ما لا يعلمه إلا الله، إذ يمكن الصبر على المفقود الذي لا أمل فيه، أما الموجود بحكم أنه متوفر للغير فالصبر عليه هو تعذيب من نوع آخر.
و شرٌ من الصبر ..الهجرة و ترك المواجهة و الميدان للأرانب تمرح فيه جبنا و خضوعا لمن ترى فيهم استمرارية لبقائها مهما كان الثمن، لأن الذي يدفع الثمن مسموح له فقط أن يئن إذا بلغ الألم إلى العظم أو يشتكي فلا يسمع إلا صداه...
ماذا لو أرادت الأسود لنفسها حلا آخر غير هذين الحلين؟ مثل أن يحكم الأسود أسود شباب لهم طموح فوق السحاب، علما بأن نسبة الشباب في هذه الغابة التي يحكمها العجائز أقصد الأرانب أكثر من 75%، أظن أنها مسألة إرادة فقط لأن الله سبحانه و تعالى يقول في محكم تنزيله: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، و في انتظار التغيير المنشود تبقى الأرانب أرانب و لو حكمت، وتبول في ثيابها إذا زأرت الشعوب، و أنا على يقين أنه مجرد تبادل أدوار إلى حين، لأن مدرسة التاريخ التي لا تقبل إلا اليقين قررت أن هذه الأمة تمرض و لكن لا تموت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق