الخميس، 4 أكتوبر 2012

هل المطالعة هواية ؟



           لما يكون التنفس هواية ...
           و لما يكون شرب الماء هواية ...
           و لما يكون ستر العورة هواية ...
           حينئذ فقط تكون المطالعة هواية ...
           من يقول المطالعة هواية، يجب أن يراجع عقله، هذا إن كان له عقل.
           يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة"ترى الشوارع مملوءة بالناس، لكن لا هم لهم إلا بطونهم، و حديثهم أبدا عن غلاء الأسعار من رخسها، أما طلب العلم و القراءة و المطالعة فقد تركناها لأعدائنا، كأن أول آية نزلت في القرآن العظيم "إقرأ" نزلت إليهم و ليس إلينا.
        عندما قرأت بعض الإحصائيات عن الشعوب التي تقرأ و التي لا تقرأ أخذتني دهشة عارمة، فعدد الكتب التي يقرأها المواطن الأمريكي في السنة (11) كتابا, والأوروبي (7) كتب, أما العربي (الذي ينتمي إلى أمة "إقرأ") فمقدار ما يقرؤه في السنة الواحدة لا يتجاوز ربع صفحة .
         و الحمد لله أنهم يقولون العربي و لا يقولون المسلم، ربما يكون هذا تبرير لا محل له لكن قد يزيد إلى الربع سطورا.
كذلك عدد العرب بالنسبة للمسلمين لا يتجاوز الـ20 %
        يعني أن عدد المسلمين في العالم حسب آخر الإحصائيات أكثر من 1.5 مليار مسلم فيها حوالي 300 مليون عربي موزعون على 22 دولة
          و لك أن تتخيل أن 1.2 مليار من المسلمين ليسوا عرب، فماليزيا و أندونيسيا و الهند من أكبر الدول الإسلامية، و فيهم دول تمتلك القنبلة النووية مثل باكستان و الهند اللتان كانتا دولة واحدة مع البنجلادش لكن:
           ما أكثر الإخوان حين تعدهم      لكنهم في النائبات قليل
        إستطاع الغرب الذي يقرأ 11 كتاب في السنة أن يفرق بين أوصال هذه الأمة تحت مسميات و أعراق و ثقافات مختلفة بعضها عن الآخر، و أن يجعلها دولا بينها حدود لا يتجاوزها المسلم إلى أخيه المسلم إلا بشق الأنفس، فقطر دولة و البحرين دولة و تونس دولة و حتى هذه الدول ذوات المساحة و العدد الفقر فيها و الجهل ضرب أطنابه فيها حتى أصبح من المسلمات، أما القراءة و المطالعة فهذا رجس من عمل الشيطان.
       بينما أمريكا الشمالية 50 دولة لو استطعت أن تقطعها في يوم واحد لا أحد يسألك عن الوثائق، كذلك أوربا، من الشرق إلى الغرب لا أحد يسأل عن الحدود، قراءتهم أوصلتهم إلى أن يضعوا الخلافات جانبا ويتعاونوا فيما اتفقوا عليه، و هذه أيضا قاعدة وصل إليها علماؤنا و عملت بها دولهم فوصلوا إلى ما وصلوا إليه
       لا جرم إذا إذا كانت الأحداث تصدق بعضها بعضا، ف11 كتاب في السنة في أمريكا مقابل ربع صفحة عند العرب يساوي شاليط مقابل 1037 أسير فلسطيني، هذا دليل وجيه عندي لصدق الإحصائية. و من جهل العرب و الفلسطنيين يعتبرونها من أنجح الصفقات، أعوذ بالله من الخذلان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق