الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

مصر أولى من اليونان



الجزائر تشارك رسميا في القرض الذي طرحه صندوق النقد الدولي للاكتتاب بمبلغ 5 مليار دولار.
مثل هذا القرار في غير دول العالم الثالث يحتاج إلى شجاعة كبيرة جدا من المسؤولين للمصادقة عليه، هذا عند الدول التي تحترم شعوبها، وربما يجعلون لذلك استفتاء و لا يصادقون عليه إلا بموافقة الجميع.
أما عند الدول التي ترى شعوبها غير ناضجة فهي تتصرف بالنيابة عنها ويجب على الشعب أن يوافق ـ بالصمت طبعا ـ و لا يُطلب منه أكثر ذلك، هذا إذا علم بمثل هكذا تصرفات أصلا، و لولا الإعلام العالمي المفتوح، ربما كنا لا نعلم بهذا القرض إلى يوم الدين.
و الشعور الذي نتفق فيه مع مسؤولينا هو أننا نحن أيضا نراهم غير ناضجين كفاية لتسيير دولة بحجم الجزائر، و إذا كانوا هم ليس لهم ما يبررون به اتهامهم لنا بعدم النضج، فعند أدنى مواطن من الأدلة و الشواهد و الحوادث و الكوارث على جميع الأصعدة و في كل الميادين ما يجعل مجرد التفكير في أن هناك مستقبل له ملامح في الأفق ضرب من المستحيل.
انهيار الإقتصاد العالمي كان سببه الأساسي هو الربا، ونحن دولة إسلامية منصوص على ذلك في الدستور، و الإسلام يلعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، فهذا العقد مخالف للدستور فضلا على أنه باطل شرعا لأنه ربوي، ثم هناك من هو أولى بهذا المبلغ من هذا الصندوق و هو أولا الشعب نفسه، إذ كل يوم تطالعنا الصحف بالتقارير الميدانية عن توقف عجلة التنمية في كثير من الدوائر و البلديات هي أحوج ما يكون إلى مثل هذا المبلغ الذي ذهب ليحرك عجلة التنمية في اليونان.
اتجاه آخر كنا سنرضى ـ كشعب ـ لو ذهب إليه هذا المبلغ و هو هذه الدول التي أطاحت بأنظمتها الفاسدة، فما خرجت من هذه الثورات إلا بما تبقى من القصف و الدمار الذي أتى على كل مقومات الحياة في بعضها، حتى قال إخواننا في مصر لو توفّر لنا هذا المبلغ لأقلعنا اقتصاديا، لكن هيهات، فإسلاميوا مصر تداعت عليهم الأمم حتى لم يبق لهم إلا الله، و من المستحيلات السبع أن يعطي البنك الجزائري دينارا واحدا للإخوان لأن فيهم شبه كبير جدا بالجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بسبب انتخابها من طرف الشعب الغير ناضج.
بل سيكون مقبولا عندنا جدا لو أعطي هذا المبلغ إلى الصومال حيث يموت الناس هناك جوعا.
أما من ينسى أن صندوق النقد هذا، بالأمس القريب جدا لما نزل سعر البترول إلى أدنى مستوياته في زمن الشادلي عليه رحمة الله كان يحدّد مناصب العمل للمتخرجين وعدد المساكن المنجزة، وتدخّل حتى في كسوة العيد فالذي ينسى هذا نسأل من سلطه علينا بذنوبنا أن يكشفه عنا، و نقول لإخواننا في مصر و تونس و ليبيا لا يضركم من خذلكم و "أنتم الأعلون" إن شاء الله و لي رشكم يبخنا، فعلا هرمنا من أجل أن نرى يوما ما بصيص أمل يدل على أننا نريد أن نبني مجدا على أسس سليمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق