الأحد، 21 أكتوبر 2012

التعلم من الغراب



            كثيرا ما نجلس أمام هذه القنوات الوثائقية التي تبث الأشرطة العلمية تشرح فيها الكثير من الحقائق التي توصل إليها العلم، نجلس للفرجة و قد يخفى علينا أن هذه الأشرطة التي تصور حياة الحيوانات مثلا أخذت من أصحابها سنوات من العمل من أجل فيلم مدته ساعة من الزمن...

          و الذي يجب علينا أن نعلمه أن أصحاب هذه الأشرطة إنما أنفقوا كل هذا الوقت و الجهد لأنهم عرفوا أن هذه الحيوانات يمكن أن يتعلموا منها كثيرا من الأمور التي تنفعهم في حياتهم، فكثير من الإختراعات التي تعود على أصحابها بالنفع العظيم في جميع المجالات إنما كانت بسبب هذه المجهودات التي يبذلونها في تتبع الحيوانات و النظر في كيفية معيشتها منذ ولادتها، و يستنبطون منها قواعد و أفكار يطبقونها في الميدان كانت سببا في غزوهم للعالم أجمع.
و هذه الفكرة نبهنا الله سبحانه و تعالى إليها منذ 14 قرنا من الزمن، و قد عمل بها أسلافنا لما كان طلب العلم هو همهم الأول، حيث يقول الله سبحانه و تعالى في قصة ابني آدم لما قتل أحدهما الآخر و لم يعرف ماذا يفعل بعد ذلك "فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه"، علم الله سبحانه و تعالى الإنسان منذ بداية الخلق بالحيوان كيف يفعل أمام تحديات الحياة، و ما زالت هذه سنة من سنن الحياة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، لكن للأسف إكتشفها الغربيون دون قرآن و عملوا بها في كل الميادين من العسكر و الجيوش إلى الفن و الرقص و الغناء، و جلسنا نحن أمام ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي للفرجة و تمضية الوقت ليس إلا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق