الأربعاء، 12 يونيو 2013

شريح في باتنة


        خبر يجب أن يسجله التاريخ في الصفحة الأولى يتمثل في نزاهة منقطعة النظير تعتبر سابقة في تاريخ القضاء، و ذلك أن ابن رئيس محكمة في ولاية باتنة أخطأ فما كان من أبيه إلا أن تصرف معه كأيها الناس، بل لم يحضر جلسة محاكمته حتى لا يؤثر لا من بعيد و لا من قريب على المحاكمة، و الظاهر من الحكم الذي صدر في حق أبنه و الذي نشرته الصحف هذا الصباح أنه لم يستعمل معارفه في التوسط لابنه للتخفيف عنه، يذكرني هذا في الكثير من القصص الرائعة التي سجلها التاريخ لشخصيات مثل قصة شريح لما سأله ابنه أن له منازعة مع بعض الأشخاص يستشيره إن كان له الحق حتى يطلبهم عنده، و كان شريح قاضي، فطمأن شريح ابنه حتى جاء بأصحاب المنازعة، فلما نظر شريح في القضية حكم ضد ابنه فقال له ابنه لقد استشرتك قبل المحاكمة فقال له شريح: و الله لأنت أحب إلي من ملئ الأرض مثلهم، و لكن الله أعز منك، خشيت أن أخبرك بأن القضاء عليك فتصالحهم على مال فتذهب ببعض حقهم.
وقبل شريح يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "القضاة ثلاثة واحد في الجنة و اثنان في النار" و هذا الذي فعله قاضي باتنة يجعله مع الصنف الذي عرف الحق و حكم به و إن كان غائبا عن المحاكمة...

تحية إكبار و إجلال لك و كثر الله من أمثالك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق