الأربعاء، 5 يونيو 2013

زيارة أردوغان للجزائر


         زيارة أردوغان للجزائر لم تحمل لنا ـ من الناحية السياسية ـ جديدا نريد أن نفهمه، فبالمقارنة مع زيارة غيره و خاصة إذا كان الزائر من فرنسا فهناك فرق ظاهر لا يخفى إلا على من أراد أن يدس رأسه في التراب، و السبب هو أن القائمون على أمر هذه الدولة علمانيون بامتياز و يرفضون في الدولة كل ما له علاقة بالإسلام حتى لو كان أردوغان الذي نجح في إخراج تركيا من التخلف إلى مصاف الدول الرائدة في الإقتصاد العالمي و يفضلون عليه نظام بني علمان الذي يسمح لهم بإشباع شهواتهم و السلب و النهب بلا حسيب و لا رقيب، و ما هي ببعيد أخبار شكيب.
المشروع الإسلامي مهما كان نوعه فإنه لا مكان له في هذه الدولة إلا إذا كان من مثل ما هو قائم تحت مسمى وزارة الشؤون الدينية التي لم تدخر جهدا في توظيف المنخنقة و الموقودة و المتردية و النطيحة حتى يبتعد الناس عن دينهم و لا يعرفون منه إلا اسمه و أنه لا علاقة له أبدا بتسيير الدولة و شؤونها و أن الحضارة من اختصاص فرنسا التي مازالوا يعبِّرون لها بكل الوسائل عن حنينهم إليها و استعدداهم لإستعمارها لهم غدا صباحا لو أرادت... غير أنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم يحاولون عبثا إبعاد هذه الأمة عن دينها، فقد حاولت فرنسا ذلك لأكثر من قرن من الزمن و لم تنجح و هي أعلم بطبيعة هذه الأمة منهم، و كذلك في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و ما سورية عنهم ببعيد، في كل هذه الدول اشتغلت الأنظمة العلمانية الفاشلة بكل وسائلها و بمساعدة العالم كله لها لطمس الهوية الإسلامية و مع ذلك فوجئوا بأن الشباب الذي ثار ضدهم تربى في دورهم مثلما ربى فرعون موسى فهل أثر في تربيته لما أراد الله له أن يكون نبيا؟
إن غدا لناظره لقريب...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق