الخميس، 13 يونيو 2013

مواقف مهربة


        هل هي الصدفة أن تثلج صدورنا الأخبار مرة واحدة بثلاثة مواقف مهربة من كبار إطارات الدولة في مدة زمن قياسية بعدما هرمنا من المواقف السلبية من بعض الرموز الذين لا يمثلون إلا أنفسهم و لا يمثلوننا و التصريحات التي لا تعبر عن إنتماءات الشعب و أصالته ثم تطلعاته و بلغة غير لغته حتى لا أقول صادقا أكثر ذلك.
1.             أما الأول فهو تصريح رئيس الحكومة حين تساءل عن سبب عدم تصديق الشعب له أو لهم بصفته الممثل الرسمي للدولة، لعل تصريح كهذا تسلل لسلال من باب عدم قدرة البشر على إخفاء ما في أنفسهم إذا أراد الله أن يكشف للناس ما جحدوا من الحقائق التي استيقنتها أنفسهم، و الذي يجب أن نتفق عليه هو أن رئيس الحكومة يعرف لماذا الشعب لا يصدقهم بل و يصدق غيرهم من الذين هم يدينون لهم بالولاء على حساب الشعب الذي يعتبرونه غير ناضج كفاية لتحمل مسؤولياته كاملة في اختيار ممثليه، فهو حينما يتساءل إنما يتعجب ليس إلا...
2.             و أما الثاني فهو لوزير التربية الذي يريد إلغاء العمل بعتبة الدروس الخاصة بتلاميذ أقسام البكالوريا، ولعمري إرادة كهذه يجب أن تعرف طريقها إلى التنفيذ قبل أن تطلع على الناس شمس الغد، و إلا فإن بن بوزيد ذهب شخصه و بقي معناه، و مثل هذه القوانين ـ عتبة الدروس ـ هي التي أخرت المؤسسات التربوية الجزائرية إلى المراتب الأخيرة جدا في كل الاحصائيات التي تطالعنا بها المراكز العالمية المخصصة لذلك، و مازالت أخبار الرفض التي تصدرها الجامعات التي تحترم نفسها لحاملي الشهادات العليا التي تمنحها المؤسسات التربوية الجزائرية ـ سواء الدينية أو غيرها ـ مازالت هذه الأخبار تطلع علينا كلما حاولوا إرسال دفعة إلى الخارج، فتصطدم هذه الدفعة بالواقع العلمي البحت الذي لا يقبل الشهادات المغشوشة فتعود أدراجها إلينا فتجد مكانها حتى في الترشح لأعلى منصب في الدولة.
3.             و أما الثالث فهو لرئيس محكمة بولاية باتنة أخطأ إبنه في تقدير عقلية أبيه حين أراد استعمال نفوذه فاصطدم بالنزاهة التي قلما يتحلى بها أب في مثل هكذا موقف، فكان أن عامل الأب إبنه بالقانون فوق الجميع، و سلمه لمحاكمة عادلة غاب فيها الأب حتى عن الحضور في قاعة المحكمة و الظاهر من الحكم الذي صدر في حق أبنه و الذي نشرته الصحف هذا الصباح أنه لم يستعمل معارفه في التوسط لابنه للتخفيف عنه.

بمثل هذه المواقف التي لعلها وصلت إلى هذا المستوى من النضج ـ بين قوسين ـ يمكن أن نطمع في أن الله سبحانه و تعالى سيغير ما بنا، لأننا نحن الشعب أيضا بلغنا مستوى من النضج الذي حملته رياح التغيير التي أتت على أعتى الدكتاتوريات العربية فما سكنت إلا و قد جعلتها في أحدث ما يمكن أن يقرأه الطلبة في كتب التاريخ مستقبلا.

هناك تعليق واحد:

  1. موقف آخر جاءت به العفوية هذه المرة لما قال الوزير عمار تو لصحفية من الإذاعة سألته سؤالا تصلحين نائبة في البرلمان فأجابت "حاشا". لقد اختصرت في هذه الكلمة كثيرا من الكلام يريد الشعب أن يقوله لكل المسؤولين و ليس للنواب فقط. إقرأ الخبر على هذا الرابط: http://www.elkhabar.com/ar/politique/341279.html

    ردحذف