ماذا بقي من العيد...؟ لولا أنه عبادة يتبادل
المسلمون فيه التهاني و الزيارات بعد ذبح الأضاحي تقربا إلى الله سبحانه و تعالى،
لقد أصبح العيد مجرد من كل معاني الفرح و السرور، فالقلوب مشتتة بين الشام و
العراق إلى بورما إلى ما علمنا و ما لم نعلم من أخبار المسلمين المستضعفين في
مشارق الأرض و مغاربها فـ:
قد استرد السبايا كل منهـــــزم لم يبق في أسرهم الا سبايانا
وما رأيت سياط الظلم داميــة إلا رأيت عليها لحم أسرانا
و بالرغم من كل هذا، تأبى الطبيعة البشرية إلا أن تجد
مكانا في هذه الدوامة لتمارس فيه بعض ما فطرها الله عليه من الغرائز، حتى تحت
الضروف الغير مناسبة، فقد يكون في الجسم الواحد عضو أو أعضاء مريضة أو حتى ميتة،
مع ذلك.. تستمر الحياة بالنسبة للأعضاء التي مازالت سليمة، المهم أن تحمل الأعضاء
السليمة هم باقي الأعضاء، و أن تسعى دائما للبحث عن الدواء الذي يحتاجه كل الجسم و
السلاح الذي يحتاجه الجيش ـ و كلنا جيش،... كل في موقعه ـ للدفاع عن كرامتنا
المنتهكة من بني جلدتنا و من المحسوبين على ملتنا قبل أعدائنا الظاهرين، و لا يكون
ذلك إلا بتقديم العلم و العلماء على كل ما سواهم، و بذل الأموال و الجهد لهم و في
سبيلهم، أما غير ذلك، فالطريق مسدود، و يبقى الحال على ما هو عليه إلى إشعار آخر،
و يبقى العيد يعود علينا كل عام فنقول له:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق