الجمعة، 25 أكتوبر 2013

التحرش بالنساء (1)


        التحرش بالنساء إذا استعملنا معه العقل فقط فهو ـ أي التحرش ـ مشكلة عويصة و لا يمكن أبدا الوصول إلى أي نتيجة،  أما إذا رجعنا إلى من خلق الرجال و النساء، فلقد أرسل إلينا رسولا ليبين لنا في هذه المسألة ـ  و غيرها  ـ  بيانا شافيا أن: "ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء"  و قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ" يعني النساء، و الآثار في هذا الباب كثيرة "لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" سورة ق 37
        و بما أننا في موضوع التحرش، فقد جعل الإسلام لكل جنس حرية محدودة تنتهي عندما تبدأ حرية الجنس الآخر، و أي تعدي على تلك الحدود من هذا الجنس أو ذاك، فإنه بالضرورة يؤدي إلى اختلال في التعامل العادل بين الجنسين، فإن كانت هناك شريعة فهي مسألة تحتاج فقط إلى تحكيم النصوص، أما إذا لم تكن هناك شريعة فهي مشكلة و ليست مسألة، و الفرق بين المسألة و المشكلة واضح جدا من خلال هذا الطرح.
        هؤلاء الذين يريدونها مشكلة، و لم يسبق لأحد قبلهم أن جعل لها حلا، و ينظمون لها الجمعيات و حتى الدوريات من المتطوعين و المتطوعات لمنع التحرش، مثلهم كمثل الذي يحمل لحما و لا يريد أن تطارده الكلاب الجائعة جدا، كأنهم يقولون لهم مسموح لكم بالنظر فقط و ليس اللمس، و يصر المتحرشون على اللمس و حتى الأكل من اللحم الذي لا تريد النساء ستره تحت مسمى الحقوق و الحريات، و سيكون لهم ذلك، كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما نستهجنه اليوم سيكون مقبولا في زمان سيأتي" خاصة في ظل الأرقام المخيفة للعنوسة، و غلبة الثقافة الغربية التي تتفن في المطالبة بحرية المرأة فقط للوصول إلى جسدها و استعماله في كل ما يسيء إلى كرامتها.
        لما خلق الله سبحانه و تعالى الخلق، جعل حب المرأة في أعمق أعماق الرجل، و لا يمكن له أن يقاوم فتنتها إلا إذا رضي الله عنه، و جعل لهذا الحب الفطري ضوابط حتى يكون في مستوى الأمانة التي حمّلها الله للإنسان ـ للجنسين ـ من أجل عمارة هذا الكون فما رعاها حق رعايتها "إنه كان ظلوما جهولا" سورة الأحزاب 72

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق