السبت، 26 أكتوبر 2013

تمديد النهاية


        يريد الحزب الحاكم تمديد نهايته و تأجيل التغيير إلى أجل آخر، و لسان حاله يقول لمن يفهم و لمن لا يفهم: لا يمكن أن نتركها لكم ما دمنا قادرين و لو على الحد الأدنى من مفهوم الدولة، و لا يريد هذا الحزب الحاكم ـ بالبترول فقط لأنه ليس هناك مشاريع ـ لا يريد أن يعترف بفشله في بناء دولة، و سبب فشله أن حكمة الله في خلقه اقتضت أن يكون لكل جيل عصر، فإذا اعتدى جيل على عصر غير عصره1 فإن ذلك العصر يرفضه و لا يتماشى معه، و يكون بذلك كالتائه الذي لا يعرف إلى أين يريد أن يذهب، فيكتفي بالحد الأدنى أو أقل من كل شيء، و لا يتحرك إلا إذا تحركت حوله الأحداث، فينفق و هو لا يملك، من البترول الذي يعرف أنه لا ينفد في حياته ـ و بعده الطوفان ـ، على الشعب الذي لا ينتج، ويعد هذا الحزب التائه في عصر غير عصره حل المشاكل بهذه الطريقة إنجاز.
        حزب جبهة (التحرير) يجب إما أن يتجدد أو يتبدد2
        لقد اختار الحزب أن يتعدد شكليا، أحزاب كثيرة حين تعدها، لكن لا وزن لهم إلا لإضفاء الشرعية على دولة ديمقراطية زورا، مهمتها الأولى و الأخيرة هي بيع البترول و مشتقاته و اكتناز الأموال في البنوك العالمية، و استيراد كل شيء من الخارج إلا الكلأ و الماء و الهواء فإننا نستوي فيها مع جميع مخلوقات الله، و هي متوفرة جدا و الحمد لله.
        و إذا كان الشعب بسكوته وافق أن يقوده هذا الحزب التائه و يفرض عليه رئيسا ليس كالرؤساء، لا في سنه، لأنه عجوز مقعد و ثلثي الشعب شباب، و لا في برامجه التي لم نر منها إلا الأمن الذي يذبحوننا به كلما شكونا التخلف، و لا حتى في لغته لأننا عرب و هو يكلمنا في الداخل و يمثلنا في الخارج ـ هو و بطانته ـ بلغة أخرى غير لغتنا التي لن تقوم لنا قائمة إلا بها، إذا كان الشعب سكت، فإن سنة التغيير ماضية بنا أو بغيرنا، و سيذكر التاريخ أن عجلة الحياة توقفت في عصرنا بل تراجعت إلى دركة من التخلف لا يمكن لشعب فيه روح أن يرضى بها.





1 ـ يقول المثل الشعبي: "اللي فات وقتو ما يطمع في وقت الناس"
2 ـ ''أيها الحزب الوحيد·· أيها الحزب العتيد·· تعدد أو تجدد أو تبدد''· في قصيدة لعمر أزراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق