السبت، 16 نوفمبر 2013

عاشوراء.. نوسع أم نصوم؟

 عاشوراء
في خطبة الجمعة لهذا اليوم ذكر الإمام عندنا في بلدية عريب و لاية عين الدفلى حديث "من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" و لعلمي مسبقا أن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم، فلما رجعت إلى البيت بحدثت في المواقع عن أقوال العلماء، فما وجدت إلا من يقول أن عاشوراء لا يصح فيها إلا حديث الصيام
        و بالتأمل في ألفاظ الحديث، و تأييدا لرفض العلماء للحديث، أريد أن أشير إلى ملاحظتين:
أولا: كلمة "يوم" في اللغة العربية تعني النهار، يعني من طلوع الشمس إلى غروبها، بدليل قوله سبحانه و تعالى: "...سبع ليال و ثمانية أيام حسوما" فجعل الأيام في مقابل الليالي، و التوسعة في اليوم الذي هو النهار يتناقض مع الحديث الذي يأمرنا فيه النبي صلى الله عليه و سلم بالصيام، حيث قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ". صحيح مسلم، و هذا لا يصدر من الذي لا ينطق عن الهوى، و انظر أخي المسلم لما يقول صلى الله عليه و سلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله" أخرجه مسلم، انظر كيف يستعمل أولا كلمة يوم و ثانيا يأمر بالأكل و الشرب لأنه يتناسب مع ذبح الأضاحي و زيارات الأقارب في النهار، و التي لا تخلو من تقديم أطيب المأكولات و المشروبات للضيوف.
ثانيا: كلمة "سنة" استعملها الله سبحانه و تعالى في القرآن لما يتحدث عن الشدة، مثل قوله: "ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون"، و إذا أراد العكس فإنه يستعمل كلمة "عام" مثل: " ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون" ـ و الآيات في هذا المعنى كثيرة ـ و في حديث التوسعة على العيال اجتمعت التوسعة التي تعني الأكل و الشرب و الراحة مع السنة و الصيام اللذان يتطلبان الصبر و الجهد.
المهم أن حديث التوسعة على العيال، بغض النظر عن سنده الذي قال العلماء فيه ما قالوا، يحمل كل هذه التناقضات، لكني لا أجد هذا غريبا عندما يصدر من خريجي الزوايا الذين مازالوا عندنا يصرون على "إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج" الحديث الأعوج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق