السبت، 13 أبريل 2013

ضوابط الرقية الشرعية



        إذا كان للرقية الشرعية ضوابط فيجب أن تكون بسيطة جدا، و أما هذه التعقيدات التي يتبجح بها هؤلاء الرقاة فهي من قبيل صيد الفرائس مستسلمة ساكنة دافعة ما في جيوبها و هي راضية، و إذا أردنا أن نتكلم عن الضوابط فيجب أن نعود إلى السيرة النبوية، ففي 23 سنة من النبوة لم نسمع إلا بحالات قليلة جدا تُعد على أصابع كف واحدة، و كذلك الصحابة، لم يرد أن صحابيا واحدا قعد في بيته يستقبل المرضى ليقرأ عليهم بالأجرة أو حتى بلا أجرة و هذا هو الظن بهم، و لكن كانوا يمارسون حياتهم مثل جميع الناس و لأنهم كانوا أصحاب تقوى و أهل قرآن و صلاح فلا مكان بينهم للراقي الشرعي فضلا على أن يعطوا الفرصة لهؤلاء الدخلاء الذين زرعوا في عقول الناس أن الرقية اختصاص و ليست في متناول الجميع.
        الحقيقة أن الرقية في متناول الجميع إذ تكفي فاتحة الكتاب كما ثبت في الأثر، أما إذا أضيفت لها آية الكرسي مع تكرارها فهذا كاف جدا، و البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا تقربه الشياطين، و هذه الشياطين تدرس الإنسان جيدا قبل أن تفكر في التسلط عليه، فإذا كان ملتزما فهي أبعد ما يكون، حتى قال بعضهم أن الإنسان يمكن أن يصرع الشيطان إذا كان ملتزما بدينه، بل أريد أن أقول أكثر من ذلك أن الدين الإسلامي كله إنما جاء لبسطاء الناس، القرآن يقول في كثير من الآيات "ياأيها الناس" و ليس يا أيها العلماء و كذلك الأحاديث بل و العلماء من بعدهم، كلهم يكلمون عوام الناس، ولكن استطاع هؤلاء المغرضون بجهلهم و في غفلة من الناس عن دينهم أن يجعلوا هذا الدين قراطيس يبدونها و يخفون البساطة التي يتصف بها الإسلام، و هذه الصفات توجد في الديانة المسيحية و غيرها من الديانات الأخرى و لعله ذلك الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه و سلم في حديث "لتسلكن".
        الإسلام ليس فيه رجل دين أو راق مختص، أي إنسان مطلوب منه أن يكون راقيا في بيته إذا احتاج الأمر إلى الرقية، و خير ما أريد أن أضرب به وجوه هؤلاء الرقاة الدخلاء هو حديث النبي صلى الله عليه و سلم الذي يقول فيه أن الذين لا يسترقون هم مع السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب و لا عقاب، لعل في هذا الحديث إشارة إلى أن الرقية حتى و إن كانت شرعية فخير منها تركها لأن ممارستها فيه فتح لأبواب شر تأتي على ما تبقّى من دين الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق