الجمعة، 19 أبريل 2013

أهمية التعليم



وزارة التربية لا تقل أهمية عن وزارة الدفاع بل هي التي تصنع الرجال الذين يحسنون تصويب السلاح في اتجاه العدو الحقيقي، و نجاح أي قطاع في الدولة مرهون بما تقدمه له المدرسة من عقول نيرة تحسن القيادة الناجحة للبلاد و العباد.
التعليم ثم التعليم ثم التعليم .. هكذا أجاب توني بلير لما سئل عن أولوياته لما تسلم رئاسة حكومة بريطانيا، كل الدول التي تحترم نفسها تجعل التعليم فوق كل الأولويات، المعلم في اليابان عنده حصانة دبلوماسية و راتب وزير فلا عجب إذًا من غزوها للعالم بالتكنولوجيا المتقدمة، و مازال الإسلام يحث على طلب العلم و احترام المعلم منذ كان هؤلاء الذين يقودون العالم اليوم في دياجير الجهل، ولقد قاد المسلمون العالم لما كان العلم عندهم مقدس، و لولا القواعد التي أسسوها لكثير من العلوم لما وصل غيرنا إلى ما وصلوا إليه، و لكن سنة الله التي لا تُحابي تأبى إلا أن تنفذ كما قدر الله لها أن تكون، فالإسلام وحده لا يكفي، يجب أن يكون مع الإسلام علم و عمل بهذا العلم، و يجب التعامل مع هذا الكون كما أراد الله له أن يسير، و لما كان المسلمون في الريادة فإن التاريخ سجل لنا أروع القصص عنهم كيف كانوا يتعبون و يسهرون من أجل المحافظة على الصروح الحصينة التي ورّثها لهم أسلافهم حتى لا يخترقها الأعداء و أكبر عدو هو الجهل، فلقد كانوا فرسان علم و جهاد بالنهار رهبانا بالليل، و هذا هو الفرق بين الحضارة الإسلامية المتوازنة التي اعتمدت على الوحي و الحضارة الغربية المادية التي حكمت العقل فكان أن استعبدت الإنسان باسم الحرية لكن لما أقامت العدل ما استطاعت قامت، أما المسلمون لما تركوا دينهم و اكتفوا منه بطقوس يبدونها و يخفون عمدا و جهلا الكثير من التعاليم التي بها حياتهم و سيادتهم للعالم فلا جرم أن تتكالب عليهم الأمم، حتى البوذيين اليوم يتفنون في قتل و تشريد مسلمي الروهينغا.
ثم لمن تستورد الدولة السلاح و تصنف في مراتب متقدمة جدا بين الدول الأكثر تسلحا؟ هل الأرقام التي تنشرها الجرائد عن الصفقات الضخمة هي التي تخيف العدو؟
ثقافة الشباب اليوم هي الهجرة من هذا البلد ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. فهل لو دخل علينا عدو ـ لا قدر الله ـ يدافع هذا الشباب عن الوطن الذي لا يعرف عن حبه إلا مصلحات جافة ليس لها في الواقع أدنى أثر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق