الاثنين، 22 أبريل 2013

أم الوزارات



كتبت في الموضوع السابق عن أهمية التعليم و أنه لا ينفع الدولة كثرة سلاحها إذا كان جيشها لا يهتم بتطوير قدراته العلمية في جميع الميادين، و اليوم و أنا جالس أمام التلفزيون، أسمع وزير الشؤون الدينية يقول أنهم سيستوردون من إيران من يعلم المؤذنين المقامات الصوتية في الآذان حتى لا يزعج الناس بصوته.
و لعلي لم أذكر وزارة الشؤون الدينية في المشاركة السابقة لأني أعتقد أن الدين مسألة هوية و لا ينبغي أن تقوم عليه وزارة كالتي عندنا أقصى ما تقوم به هو صرف رواتب الموظفين، و تعمدت ألا أقول الأئمة و المؤذنين لأنهم فعلا موظفين "إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ"، و كما عنونتُ هذه المشاركة، فإن وزارة الشؤون الدينية هي أم الوزارات، بل يجب أن تكون دولة داخل الدولة، و يخصص لها الكفاءات العالية للقيام عليها حتى لو استدعى الأمر لاستيراد العلماء الكبار فليس في ذلك حرج لأن الناس في أمور دينهم يحبون العلماء الكبار الموثوق بهم و يسمعون لهم و يطيعونهم و ما قصة العز بن عبد السلام ببعيد لما أراد الخروج من المحروسة لأن السلطان رفض تحكيم شرع الله فتبعه أهل البلدة عن بكرة أبيهم و لولا أن رجع السلطان في كلامه لبقي وحده.
أنا لا أريد أن أسأل إذا كان يوجد في الجزائر من يحسن تعليم المؤذنين المقامات أو لا؟ و إن كنت على يقين أنهم بالمئات إذا لم يكونوا بالآلاف، و لكن أريد أن أنبه إلى أن هذه الوزارة ليست كباقي الوزارات، و يجب على الدولة إعادة النظر في كيفية التعامل معها، و إعطائها حقها في السيادة التامة على كل ما سواها من ميادين الحياة، هذا إذا أرادت الدولة ـ أي دولة ـ أن ترتاح من الكثير من أجهزتها الرقابية و توفر على نفسها الكثير من العناء في متابعة الناس، لأن هناك فرق كبير جدا بين من يراقب الشرطي و الدركي إذا أراد أن يخالف القانون و من يراقب الله سبحانه و تعالى، و هناك سبب آخر يدعو العقلاء إلى الاهتمام بالدين في حياة الناس وهو أن الناس يجب أن يسألوا عن دينهم فإذا لم يجدوا من يثقوا فيه على المستوى الرسمي فإنهم يلجؤون إلى من هب و دب و تصبح كل الناس تهرف بما لا تعرف فلا تسأل عن الفتن حينئذ بكل أنواعها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق